الجدليّة الثّانية «خماسيّة الأبعاد»

شعر: م/ خشان الخشان | الأردن
وا حَــيــرَةَ الـبَـحَّـارِ .. كَــيْـفَ يَــنَـامُ
و مَـراكِبُ الـبَحرِ الـجَميلِ حُـطامُ ؟!
وا حَــيـرَةَ الـبَـحَّـارِ فـيـمَـا يَـقـتَضي
مِــنْ أَمْــرِهِ مــا تَـقـتَضي الأَحـكَـامُ !
الــغَـيُّ أكــبـرُ مِـــن نُـبُـوءَتِـهِ الَّــتـي
فـــــي عُــرفِــهـا لا تُــغْــفَـرُ الآثــــامُ
يَـحـتَـاجُ فــي هٰذا الـفَـضَاءِ نُـبُـوءَةً
لَمْ يأتِ باستِحكــامِهـــــا إحكــــــامُ
يَـحـتَـاجُ فـــي هٰذا الـفَـضـاءِ لِأُمَّـــةٍ
لا دَولَـــــــةٌ فـــيــهــا و لا حُـــكَّـــامُ
يَحتَاجُ فـي هـذا الزَّمـانِ لِـفَأسِ إِبْــ
ــراهـيـمَ كَـــي تَـسَّـاقَـــطَ الأَصْـنـامُ
لُـغَـةُ الـكَـلامِ ضُرورَةٌ مَــع مَـنْ لَـهُـمْ
مـــا لا يَــحِـلُّ مِـــنَ الـجَـمِيْلِ كَــلامُ
مِـنْ أَلـفِ طـائِفَـةٍ شَـريْـعَــتُنا غَـدَتْ
و لِــكُــلِّ أَلــــفٍ مَــذْهَــبٌ و إِمــــامُ
حَـضَرتْ جُـمُوعُ وُجُـوهِنَا فِـيْها كَمَا
لــــو أَنَّــــهُ مــــا غُــيِّــبَ الإِســــلامُ
حَـضَرَتْ و أَدرَكَنا الحُضُـورُ ، فَمَا بِنا
وَعــــيٌ عَــلَـيْـهِ يُــحَـاسَـبُ الــنُّـوَّامُ
وَطَــنٌ عـلـى مَــدِّ الـخَـريْطَةِ مُـثْقَلٌ
فِـيْـنـا ، و مِـــلءُ وُجُــودِنـا إِعـــقَامُ
يــا صَــفَّ هٰذي الأُمَّـةِ المَـشْروُخَ أَنَّـ
ــى ضِـقْتَ مـا اتَّـسَعَـــتْ لَـكَ الأَيَّـامُ
مــا عــادَ يَـنْـفَعُ أَنْ يُـعَـادَ إِلَـيْكَ فـي
هٰذا الـشَّـتـاتِ مِــنَ الـضَّـياعِ قَــوَامُ
مــا عــادَ يَـنْـفَعُ أَنْ تُـسَـاوِرَنَا الـرُّؤَى
لِـيُـشَقَّ مِنْ عَــــدَمِ الـنِّظامِ نِـظَامُ ..
.
.
وا حَـيْـرَةَ الـمُـسْتَاءِ حـيْـنَ يَـحُـوفُهُ
مِــنْ كُــلِّ صَــوبٍ غَـيْـطَلٌ و ظَــلامُ
الأَرضُ مــا عَــادَتْ كـمَـا كـانَـتْ لَـنَـا
حــتَّــى تُــــراوِدَ بَـعـضَـــنَا أَحـــلامُ
الأَرضُ كُــــلُّ الأَرضِ بــاتَــتْ لُـعـبَـةً
يَــلْــهُـو بِـــهَــا لِـلـطَّـارِئِـيْـنَ غُـــــلامُ
حَـطَـباً خُـلِـقْنَا كَــيْ نَـكون َوُقُـودَها
لِـيَـعِـيـشَ فَـــوقَ رَمــادِنـا الأَقْـــزَامُ
فِـيْـها نَـصُـومُ لِأَجْــلِ مَــنْ تـاللّٰهِ مـا
صَــلَّـوا لِأَجْـــلِ تُـرابِـهَـا أَو صَــامُـوا
فِـيْـهَـا نُـقِـيْـمُ فُـرُوضَـنَـا رَجْـمـاً و لا
نَــدرِيْ أَيَـحـسِبُ مــا لَـنَا قَــوَّامُ !!..
مَـــنْ أَلَّـــهَ الـمَـخْـلُوقَ لا يَـبْـقَـى لَــهُ
عِـنْـدَ الَّــذيْ خَـلَـقَ الـعِـبادَ مَـقـامُ !!.
و ثَـنِـيَّةٌ كُــلُّ الـطُّـقوسِ و لَــمْ نَـزَلْ
قَــوْمــاً تُــؤَلَّــهُ عِـنْـدَنـا الأَصْــنَـامُ ..
.
.
يـا أَيُّـها الـوَطَنُ الـكَبِيرُ فَـمَا استَوَتْ
بِـفَـضَاكَ مِــنْ ضِـيْـقِ الـفَـضَا أَعـلامُ
مُـضْـنَـاكَ يــا وَطَـنـاً يَـضِـيْقُ بِـأَهْـلِهِ
مِـــنْ جَـــمِّ وَيْـــلاتِ الـحَـيَاةِ مُـقَـامُ
مُـضناك يـا وَطَني الجَريْحُ فَكَـمْ نَمَـا
فـي سَـقْـفِ حَظِّــكَ لِلأَسَـى إِيْــلامُ !
مــا عـــادَ يَنْفَــعُ أَنْ نَـلُـــــومَ زَمَــانَنا
فَـالـكُـلُّ مِــنَّا -لا مَفَــــــرَّ- مُـــــلامُ !!
نَـشْـكُو لِـمَـنْ و الـمَاءُ فـي فَـمِنَا و لا
نَـقْـوَى عـلـى مـا قَـدْ عَـلَـيْهِ نُـلامُ ؟!
نَـشْكُو لِمَنْ و الجُرحُ في الكَفِّ الَّتِي
مُـدَّتْ لِـمَـنْ دَمُــهُ عَـلَـيْـكَ حَــرامُ ؟!
نَـشْكُو؛ و هَلُ تُجْدِي الـشِّكَايَةُ بَعْدَما
انْقَضَّــــتْ علـى أَنْفاسِــــنا الآلامُ ؟!
لَـمْ يَـبْقَ مـا قَـدْ يُشْتَكَى مُذْ نَالَ مِنْ
ذَاتِ الـجَـمِيْعِ عـلى الـشُّيُوعِ فُـصَامُ
نَــشْـكُـو تَـضَـخُّـمَنَا كَــمَـا لـــو أَنَّــنَـا
قَـــوْمٌ تَـهَــابُ وُجُـودَنــا الأَقْـــوامُ !
رايَــاتُـنَـا كُــثْــرٌ و حَــجْـمُ مُـصَـابِـنَا
جَـلَلٌ و تَـصْـغُــرُ قُربَـهُ الأَحْجَــامُ ..
.
.
يــا أَيُّـهـا الــزَّهـــوُ الـعَـتِيْقُ حَـمَلْتَنَا
لِــلأَمـسِ تَـسْـكُـنُ زَيْـفَـنَـا الأَوْهـــامُ
تَـاريْـخُـنـا مـــا زَالَ يَـسْـكُـنُنا و مَــا
فَطِـــنَتْ لِــفَقْــدِ حَــيَائِنا الأَقْـــــلامُ
سَــبْـعُـونَ عــامـاً و الإِبَـــاءُ مُـغَـيَّـبٌ
عَـــنَّــا كَـــمَــا لـــــو أَنَّـــنــا نِيَّــــــامُ
سَـبْـعُـونَ عــامـاً و الـكَـرَامَـةُ بِـدعَـةٌ
فَــرَضَـتْ عَـلَـيْـنا أَمْــرَهَـا الأَحــكَـامُ
سَـبْعُونَ عـاماً و الـقَمِيصُ يُـشَقُّ مِنْ
دُبْـــرٍ و مــا انـتَـفَضَتْ لَـنَـا أَجْـسَـامُ
عَــنْ أيِّ فَخْــرٍ قَدْ يُصَــرِّحُ مُــرغَـــمٌ
مِثْلِـي إِذا استَشْــرَى بِـهِ الإرْغَــامُ ؟!
مـــا نَــحـنُ إلَّا أُمَّـــةٌ قَـــدْ طُــوِّعَـتْ
لِـيَـفِـيْضَ مِـــنْ جَـنَـبَاتِها اسْـتِـسْلامُ
نُـفْشِي الـسَّلامَ و كُـلُّ مـا في سِلْمِنَا
مــا فَــاحَ مِـنْـهُ عـلى الـعُمُومِ سَـلامُ
أحـلامُـنَـا مِـــنْ أَلْـــفِ عَـــامٍ مُــدبِـرٍ
لَـــمْ تَـسْـتَـسِغْ تَـحـقِيْقَها الأَعــوامُ ..
.
.
.. مَــاذا سَـيَـطرَأُ مِـنْ جَـدِيْدٍ حِـيْنَمَا
كُـلُّ الَّـذي فـي المُـبتَغى إِحـجَـامُ ؟!
فَـمِـنَ الــرُّؤَى مــا يُـهْتَدَى لِـصَمِيْمِها
مِـــنْ واقِـــعٍ جَــفَّـتْ بِـــهِ الأَرحَـــامُ
و لِأَنَّــنَــا مِــــنْ نُــطْـفَـةٍ مَــيْـؤُوْسَـةٍ
مــــا عــــادَ يُــولَــدُ بَـيـنَـنـا مِــقْـدَامُ
بَـــلْ أَيُّ مُـعـتَـصِمٍ سُـتُـنْـجِبُ أُمَّـــةٌ
عَـــدَمٌ غِلالُ حَصَادِهَـا و عُـقَـامُ !!..




