أدب

عند آخر نفس للغروب

مفتاح البركي | ليبيا

على مرمى من الغروب بقليل
وفوق جدارٍ هارٍ لجاري الطيب
الذي رغم اني اعرفه جيداً
غير أن الجدار الفاصل بيننا
أصبح يؤنسني أكثر منه
فما بالك
باللحظة الآسرة
حين تحتويك في العام الجديد
ربما مرة واحدة و أخيرة
بصحبة عاشقين من البوم
عند كل آخر
نفسٍ للغروب

شدني
أنينٌ شجي لطائرين من البوم الجميل
أربك سكون العزلة المختارة
في فضاءٍ خجول
يُربي الحنين في مراتع
الشوق الكسير

هما أشبه بقيس و ليلى العامرية
بل أجمل العشاق
في مرآة هذا العام الجديد
مع أختلاف الجنس
و اللغة و لثغة الغرام

من أمتع الفرح
الذي انهال بعذوبة الياسمين
على
وجه هذا العام

حط بهما الرحال
بجوار بيتي في آخر
بقعةٍ للخلاص

آهٍ ما أسعدني
أنا المختار
بكل هذا الحب

دنوت بحذرٍ شديد اللهفة
ادغدغ بشغف المحب
التقاط صورة للعاشقين
حينما
كانا على مقربة من وحشة
الفقد الذي ارقني
قرابة ستون عاما

أشبه بالبوم
بل أجمل البوم

لا ريب اغلب الذين
لا يعرفون نكهة و مذاق الحكمة
و فلسفة و بهاء العزلة
يتطيرون من رؤية البوم
والبوم منهم براء !

هؤلاء المتطفلون على لثغة الغرام
يرقبون القبح يصاعد عالياً
من خواء الحنظل
لهم مشاتل يزرعونها بأصابعٍ آثمة
ناصعة السواد
فقيرة الغناء
أمام نوافذ الفجر
و ليبكي التعساء المتطيرون الفقراء
أمام هيبة الحضور
و مؤانسة الغرباء

حافي القدمين اختلس النظر
الحلال في حرمة البوم الأنيس

شيءٌ من زقزقة الحب
وشغف عصفور القلب
لفطرة الفضول أمام أنفاس
تتجلى برائحة البنفسج
هكذا كنت واقفاً بخشوع العاشق
الغريب
في محراب و لا أمتع
برفقة بومتين أناخ بي و بهما
الغناء حتى آخر الدمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى