معجب
عبد الغني المخلافي
كنتُ علَى وشك المغادرة لأحد المتاجر في سوقِ قريتي عندما استوقفني وعلى وجههِ ابتسامة توحي بالكثير من الود،ثم بحرارة شديدة صافحني وأنا أتساءل بيني وبين نفسي يا ترى من يكون هذا الشخص. قلت لعله من معارفي القدامى، وقد تغيرتْ ملامحه في سنوات غيابي. -منذ رجوعك من الغربة أتحين اللقاء بك ولم أعثر على فرصةِ مناسبة؛ فأنا من المتابعين لكل ما تنشره في صفحتك على الفيس بوك، و لكنني أكتفي بقراءته ونسخه إلى جوالي، ولا أضع عليه إعجابا أو تعليقا .وراح يلقي على مسامعي نصًا طويلًا من نصوصي، ولم يتعثر بشطرٍ أو كلمةٍ منه، ثم تحدث عن نشاطي الأدبي بإسهاب، سواء من حيث ما نشرته، أم من حيث ما أصدرته من أعمال، وما ينشر لي من كتابات في الصحف والمجلات الإلكترونية والورقية. وعن مشاهدته لأمسياتي الشعرية على منصة المنتدى العربي الأوروبي.
-حضورك صار عالميًا ولم يعد مقتصرًا على المحلي والعربي. مازحته :بالنسبة لحضوري المحلي يكاد يكون معدومًا.
-بالعكس فهناك متابعين كثر لكتاباتك ولكنهم لا يتفاعلون معها، وأنا واحد منهم. ولم يترك الفرصة لمداخلتي، وكأنه قد أعد مسبقاً لما سيقوله في لقائي . ومن موضوع إلى آخر وجدته يتنقل بسرعة . ولم أصادف من قبل مثلَ مَا صادفت في حديثه من تقدير وإعجاب بكتاباتي. إلى أن قاطعه صديقي من فوق دراجته النارية، طالبًا مني الركوب بعجالة، وقبل مغادرتي له شكرته على اهتمامه ومتابعته لحراكي الثقافي و الأدبي،؛ وشعور الغبطة يغمرني.
وبقى ينظر خلفي، و لم يكف عن متابعتي، إلى أن اختفيت. تذكرتُ عندئذ أنني لم أسأله عن اسمه وعن اسم قريته بين القرى المجاورة.