علوم

الشيخوخة السوبر

برفسور: فيصل رضوان | أمريكا

العالم الآن يطمح فى تجاوز مراحل الشيخوخة التقليدية والوصول إلى “الآمن” إلى أعمار أطول بكثير، مع الحفاظ على الصحة الجيدة والقدرات العقلية. التغلب على تدهور وظائف الجسم المرتبط بالتقدم في العمر.

     انتهى العلماء فى جامعة نورث وست الأمريكية من تحليل نتائج دراسة استمرّت 25 عاماً، أجروها على اصحاب الأعمار الطويلة (أكثر من 80 سنة) لمعرفة كيف وصلوا إلى هذا السن بصحة عقلية جيده وبإدراك شبه كامل. هؤلاء “المُعمرون الخارقون super-agers”، كما أطلق عليهم الباحثون، احتفظوا بذاكرة جيدة للغاية، تُضاهي ذاكرة البالغين في الخمسينيات والستينيات من العمر.

    درس العلماء سلوك عينة من 290 مُعمر، وتم تشريح دقيق ل 77 من أدمغتهم، لفهم اسباب مقاومتهم الشديدة للتدهور الذهنى و المعرفي.

اكتشف العلماء سمات شخصية أكثر شيوعاً لدى هؤلاء المسنين مقارنةً بعامة الناس. وجدوا انهم يميلون إلى أن يكونوا اجتماعيين للغاية، ويستفيدون من امتلاكهم لعلاقات شخصية قوية.

     لكن هذه الاختلافات في الشخصية ليست سوى البداية. لكن نتائج العينات من تشريح الأدمغة كانت بمثابة مفاجأة مذهلة للباحثين فقد وجد العلماء خلوها من بروتينات الأميلويد والتاو (amyloid and tau proteins) والتى تتراكم وتتشابك مع التقدم فى العمر وتكون ما يعرف باسم اللويحات والتشابكات (plaques and tangles)، حيث تلعب دورًا رئيسياً في ظهور مرض الزهايمر.

      كان لدى هؤلاء المسنين أيضًا بنية دماغية شابة. عادةً ما تكون قشرة الدماغ لدى كبار السن – الطبقة الخارجية من الدماغ – أرقّ من أدمغة الشباب، لكن قشرة هؤلاء المعمرين لم تكن أرقّ.

        وعلى وجه الخصوص، كان لديهم سُمكٌ القشرة الحزامية الأمامية “شبابيٌّ للغاية”، وهي منطقة حيوية في الدماغ تُشارك في دمج المعلومات المتعلقة باتخاذ القرار والعواطف والتحكم في الدوافع.

     وكان لدى كبار السنّ عدداً أكبر من خلايا فون إيكونومو von economo العصبية، المعروفة أيضًا باسم الخلايا المغزلية، مقارنةً بأقرانهم ذوي الشيخوخة الطبيعية. توجد هذه الخلايا العصبية في القشرة حيث تلعب دورًا في السلوك الاجتماعي والمعالجة العاطفية والوعي الذاتي.

تُظهر هذه النتائج أن الذاكرة الإستثنائية في مراحل الشيخوخة ليست ممكنة فحسب، بل ترتبط ايضاً بخصائص عصبية بيولوجية . وتفتح النتائج المذهلة لهذه الابحاث الابواب أمام تدخلات علاجية مستقبلية جديدة تهدف إلى الحفاظ على صحة الدماغ وتعزيز الصحة الإدراكية حتى العقود الأخيرة من العمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى