أدب

مهما تحاول

شعر : عبد الصمد الصغير| المغرب

مَهْما تَبَيَّنَ … مِنْ أَبْعادِهِ الْأُفُقُ
فَلَنْ تَدُلُّكّ ، عَنْ أَسْرارِها ، الطُّرُقُ

ما أَنْتَ إِلّا لِجامٌ … ماتَ مُحْكِمُهُ
وَجَّهَّتَ رَكْبَكَ حَيْثُ التّيهُ وَالْغَرَقُ

يا مَنْ سَعي خَلْفَ مَنْ يُغْوي فَيُبْهِرُهُ
مَهْما تُحاوِلْ هُنا ، لَنْ يَنْتَهي النَّفَقُ

لَنْ تَنْتَهي مِنْ بَذاءاتٍ … تُشَيِّدُها
وَلَنْ تَرى غَيْرَ نَفْسٍ هَزَّها الشَّبَقُ

أَتْباعُ رَأْيِكَ ، قَدْ خَرُّوا عَلى هَمَمٍ
أَعَزُّ صَحْبِكَ ، قَدْ سادٌو بِما سَرَقُوا

وَيْلٌ لَنا … وَالَّذي يَمْشي بِجانِبِنا
يَعُدُّ أَنْفاسَنا … وَالسَّمْعَ يَسْتَرِقُ

وَيْلٌ لِمَنْ بَرَّأَ الْجاني … وَأَوْهَمَنا
بِالضَّوْءِ يَلْمَعّ … فيهِ النّاسُ تَفْتَرِقُ

إيهٍ … فَمَنْ أَوْجَدَ الدُّنْيا يُقَدِرُها
في حِكْمَةٍ ، لا هَوىً فيها وَلا نَمَقُ

تَغْلي بِداخِلِنا نارٌ ….. بِها وَلَدٌ
نارٌ لَهيبٌ ، بِهِا الْأَماني سَتَحْتَرِقُ

هَبٌّ وَدَبُّ يخافُ الْوَرْدُ مِنْ يَدِهِ
فَمَنْ يَصُدُّ الْأَذى عَنّا؟ وَمَنْ يَثِقُ؟

في خادِعٍ كاذِبٍ يَجْثُو عَلى رُكَبٍ
لَوْلا اخْتِلافُ ، لَكُنّا الْحُبَّ نَعْتَنِقُ

لَوْ أَنَّنا ما اخْتَلَفْنا حَوْلَ ذاهِبَةٍ
صِرْنا ، بِذاتِ الرُّؤى ، وَالْكُلُّ مُتَّفِقُ

إِنّي أَرى فَرْحَةً تَدْنُو … فَأَفْقِدُها
ما دامَ قَلْبي يَرى ، إِنِّي هُنا قَلِقُ

يا أَيُّها الْعَقْلُ مَهْما تَعْتَلي نَظَراً
فَلَنْ يَدُلَّكَ … عَنْ أَسْرارِهِ الْأُفُقُ

مَهْما تُحاوِلْ … فَلَنْ تَبْدُو بِلا قِيَمٍ
سِوى حُروفاً بِعَزْمٍ حَسْبُهُ الْوَرَقُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى