دحرجت هذا النص على مصاطب الحجر

نداء يونس | فلسطين المحتلة

قال: يغالبني هواي ويغلبني

يسمي الطريق إذا ما قعدت وصولا

يسمي الذي بيننا جُنَّةً

ويسعى فيه بين العالمين ذهولا.

 

فما الذي قد نسيت هنا؟

الفروع التي فيها اشتباك المعانى،

أم إنني قد نسيت

خلف الباب، أنا!.

 

ما الذي تحت الخراب؟

قش الخوف

أم قشعريرة السطح؟

قلت: الأصل أن تعرف من حرك

في يديك العناصر كلها.

 

كم في روحك متسع للثمالة؟

سحبت جسدي

إلى حانة العالم كالقلاع الثقيلة،

كالجذوع

ها قد أحضروا الكيالين إلينا.

 

قلت: قبل أن تجفَّ كالأشجار اليابسات ولا تعلم،

وقبل أن يدرك العطش ذلك قبلك،

وقبل أن تصير الأمواه أثداء للطوفان، دونك

عليك أن لا ترى الحب احتراقا.

– فيه امحاء!

– كيف تدرك ما لا تعرف؟

قلت: أنا شجرة عظيمة في فناء روحه

وَحَّدَها مع جذر البيت العطش.

قلت: إن لراحلتي هوى غير هواي

فما لي سوى قدمي راحلة تسير

فليس الحب الطريق، بل الحواجز إليه،

وليس الحب الدخان، بل إنه الذي فيه.

 

حتى السماء قدح لجسدين،

الحد بينهما ليس انفصالا؛

هو النقطة التي يبدأ عندها

ذوبان العناصر.

 

كما تذوب هذه العتمة

كما ينطلق النور خارج الحظيرة

تدور في الكأس

لغة الدراويش.

 

لا حلول إلا بالتحلل

ولا حِلّ إلا بالترحال،

طريقي إليك عتم وطريقك إلي نار،

أينك؟ لا أراني في هذا اللهب!

 

الفراغ امتلاء

كيف يكون لي أن لا أشف

وكل كثافة

ليست سواك.

 

أخطىء الطريق عندما أسير

وأخطىء فيما أخطأتُ الحساب،

الوقت ليس حبات الرمل في الساعة

بل هو الإناء.

 

ما أبحث عنه أنت

لن تجد فيك سواي،

وهذا درس أول في العشق:

أنائيل!

 

قلت: إني راكع تحت سيف الهوى

سيان، رفعت رأسي ام فنيت خشوعا.

 

سأقتلُ لئلا يُسرق الرغيف من يدي

لئلا يُسرق اللب او اللحاء،

لكي يكون الاعلى ظلي،

والأدنى: حال في الوصف

ومقام إليَّ لا فيَّ.

 

النور حجاب والعتم حجاب

الا قيدك،

كلها أعراض

لكنها لا تتسع لقبضة يدك.

 

قلت: المرايا صورة لما أرى

فلست سوى خادم لهواه

 

“ربح البيع إذا”،

قلت مثل الرومي

لا بشفتي، لكن بقلبي

ومثل صخرة،

دحرجت هذا النص على مصاطب الحجر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى