قصة زوجة أخي (4)

شرين خليل | مصر

أسرعت إلى أمي فوجدت أختي ملقاة علي الأرض ولا تنطق بأي كلمة وكأنها في عالم تاني منظرها مخيف وبجانبها ورقة مكتوب فيها (إنتحرت عشان ترتاحوا) لحظات رعب عشتها ما بينا حيرة و قلق وصراخ أمي وبكاء ملك .إرتبكت و شعرت بأنني فقدت الذاكرة حتى رقم الإسعاف لم أتذكره. خرجت مسرعا إلى الشارع أسأل الجيران وقمت بالإتصال وأنا أرتجف وأبكي وجاءت الإسعاف وذهبنا إلي المستشفى وأخبرنا الأطباء أن الحالة مستقرة وإن شاء الله هاتكون بخير لكن محتاجه راحة تامة وإهتمام .
ومرت الإيام بصعوبه حتى تحسنت حالتها الصحية ولكني أجد في عينيها حزن شديد وندم على ما فعلت كنا جميعا نجلس بجوارها نحكي حكايات الماضي وكأننا عدنا أطفال صغار و بمجرد أن أصبحت بصحة جيدة أخذتها إلى رحلة لكي تنسى ماحدث وكنت أتجنب أن أتحدث معها في أي شيء يسبب لها إزعاج لإن الظروف غير مناسبة على الإطلاق….. ولكنها في يوم ما طلبت أن تتحدث وقالت لي: أنا ما كنش قصدي وكل ده غصب عني مرات أخوك السبب أنا كنت فرحانه بيها جدا وقلت لها هتبقى أختي أنا وحيدة وكان نفسي يبقي لي أخت وأنا اللي قلت لها عيشي معنا لكنها كانت بتجرحني بالكلام كل شويه تقول لي ليه إطلقتي وليه ما إتجوزتيش تاني أصل إنتي مش قد المسؤلية واللي زيك مش بيعرف يفتح بيت ولا يعيش المفروض طالما إتجوزتي ما كنتيش إتطلقتي لإن معاكي بنت هاتربيها إزاي إنتي فاشلة وإخواتك سايبين لك الحبل على الغارب ….. كل يوم لازم تديني نصائح تسمم بها بدني وتقول لي مش هتعرفي تربي بنتك لوحدك هتطلع زيك مدلله ما بتعرفش حاجه ده إنتي أخذتي الشهادة بالعافيه ،دا أنا أختي إتجوزت وخلفت وهي في التعليم ونجحت لكن إنتي مش قد المسؤليه….. طبعا الكلام كان بيضايقني و بيجرحني و بحس إن أنا حياتي كلها ضاعت وعشان كده حسيت إن لازم انتقم منها و أديها درس ولازم أخليها هي كمان تفشل في حياتها زي ما أنا فشلت في حياتي…… رديت عليها أولا أنا ضد كلمة الفشل لان ربنا كرمك ببنوته زي القمر ،ثانيا لو كنتي فشلتي زي ما بتقولي يبقي إحنا السبب لإننا كنا المفروض نصحناكي وقتها إنتي كنتي صغيره وعموما هي كانت تجربة وإنتي إتعلمتي والحياة بتدينا دروس كتيره ولازم نستفاد من كل تجربة بنمر بيها وإنتي لسه العمر قدامك…ولازم تعرفي إن مش كل الناس سعيده كل إنسان جواه جزء ناجح وجواه جزء تاني لسه عايز يكمله وطول ما إحنا عايشين يبقى لسه فيه أمل والحياة ما بتقفش عند نقطة معينة ….
أما بالنسبة لمرات أخوكي فممكن تكون مش قصدها تجرحك بس دي طريقة تفكيرها وعموما يا سميرة هاقولهالك تاني الحياة لسه قدامك وعايزك تنسى اللي فات وتبدأي من جديد …..مش عايز أقول لك مين كان قلقان عليكي جدا وإنتي تعبانه في المستشفى و حاول الإتصال أكثر من مرة..
-مين؟!
– أبو ملك، هو لسه بيحبك وعايز يرجع لك.
– لا أنا مش هارجع له ده ضربني …
– سميرة إنتي عارفه إن إنتي أختنا اللي بنحبك والوحيدة و كلنا بندلعك لكن إنتي وقتها كنتي غلطانة واحنا ما قلناش الحق ووقفنا في صفك دا أحنا وقفنا في المحاكم بسببك وبسبب القضية اللي رفعتيها علي جوزك وكل دا عشان نرضيكي وبس ….إنتي دلوقتي المفروض كبرتي وبقيت ناضجة و فاهمه وعندك بنت وعموما يا سميرة إحنا مش هنغصب عليكي في حاجه فكري براحتك وخدي قرار براحتك بس قبل أي شئ لازم تبني نفسك وتعملي لك شخصية وكيان ، تشتغل، تدرسي، تعملي اي حاجة مفيدة .وبلاش التسرع في إتخاذ القرارات ..
وبالنسبة لكلام مرات أخوكي إنتي قمتي معها بالواجب وزيادة دا إنتي علمتيها الأدب لأ و جبتي لها إيناس بنت عمك اللي أخوكي كان بيحبها وبعدين هو ذنبه أيه تعملي معاه كده دا بيعتبرك بنته ،لازم تتعترفي قدامهم كلهم بأنك أخطأتي ونبدأ صفحة جديدة …..
-من الأخر إحنا لازم ننسى اللي فات وهترجعي البيت وتبقى الملكة بتاعته وفوق الكل ما حدش هيقدر يقول لك نص كلمة لازم تعرفي يا سميرة إن أحنا مهما بعدنا عن بعض مهما إنشغلنا ومهما خدتنا الحياة بنحبك لازم تعرفي ده كويس و تتأكدي منه كويس…..
– ورجعنا إلي البيت ووجدنا الجميع ينتظر عودة سميرة وتغمرهم الفرحة والسعادة برجوعها ورجوعنا كلنا لبعض وقفت قدامهم كلهم قلت لهم سميرة أهم واحدة هنا الكل يحترمها ولازم تعرفوا كلكوا إننا مفيش حاجة هاتفرقنا عن بعض …وطلبت من أخي أن يذهب إلي شقته حتي لا يحدث أي إحتكاك بين زوجته وأختي وأن يلفت نظر زوجته لطريقة كلامها وتصرفاتها مع سميرة ، وتفهم أخي الموضوع وفعل ما طلبت منه ..،
لكن الموضوع لم يكن بالسهل عليها فالتجربة كانت قاسية لكنها أتت بنتائج مثمرة فلقد بدأت سميرة تهتم بأن يكون لها كيان وأن تنسي كلمة الفشل وتنظر إلي الحياة من خلال منظور آخر …..
شعرت وقتها بأن الحب عاد بيننا مرة أخري فلقد تعاهدنا أننا لن يفرقنا شئ لن نسمح لأي شئ أن يخترق حياتنا ويفسد الود بيننا ويحرمنا من الدفء الذي تربينا عليه …فنحن منذ طفولتنا يد واحدة وقلب واحد وسنبقي هكذا للأبد ……