أدب

من دفاتر حزنائيل

مصطفى مراد | العراق
-1-
عَلَى خَدَّيْكِ لَألَآءٌ يُضَاءُ
مِنَ اللَاشَيْءَ أوْقَدَهُ إنْطِفَاءُ
فَسَالَ الْجَدْبُ مِنْ مَجْرَى يَبَاسٍ
وَصَوْتُ الرُّوْحِ اخْرَسَهُ النِّدَاءُ
وَعَنْ هَذا البُكَاءِ فُطِمْتُ مِنْكِ
أ مِنْ صَدْرِ العُقُوْقِ أتَى الوَفَاءُ؟
:- مَدِيْنَتِي .. وَجْهُ “حُزْنَائيْلَ” ثَاوٍ
قُبَالَكِ – فِي مَلَامِحِهِ الخَوَاءُ
-2-
دَهْشَةُ الصُّدَف
أَنَا لَسْتُ مِمَّنْ يَشْتَهِيْهَا
هِيَ وَرطَةٌ وَوَقَعتُ فِيْهَا
تَسْتَغرِبينَ وَانتِ اكبَرُ دَهْشَةٍ
خُلِقَت ، عَلَى وَجهِ الدُنَا كَي اقتَفِيهَا
مُدِّي المَزِيدَ مِنَ العَطَايَا انَّهَا
مَقبُولَةٌ فِي خَافِقي _ فَاستَقبِليهَا
وَيْلَاهُ لَو كَانَ الحَرَامُ مُحَلَّلَاً
لَفَتَكتُ بِالقِيَمِ التي لَن اتّقِيهَا !
-3-
مِنْ سَابِعِ جَد
خُذْ صَيْبَكَ مِنْ عَرَقٍ وَاكْرَعْ
جَدَلِّيٌ مِثْلُكَ .. هَلْ يَنْفَعْ ؟!
وَرِّثْ ابْنَاءَكَ مَا تَخْشَى
وَامْلَأ مُصْرَانَكَ كَي تَشْبَع
دَعْ عَنْكَ هَزِيْمَتَنَا الكُبْرى
وَاقرَأ فِي ” فَلْسَفَةِ المَخْدَع”
ضِلِّيْلٌ يَبْحَثُ عَنْ تَيْهٍ
بِمَتَاهَةِ احْلَامٍ يَقْبَع
سَيْفُكَ مَخْمُوْدٌ بِالغِمْدِ
مِنْ سَابِعِ جَدٍّ لَمْ يَلْمَع
لَا عُذرَ لِمَنْ سَبَقوا حَالِيَ ..
.. إلّا ان خَتَموا بِالمَطلَع
وَبِصِحَّةِ كُلِّ فَرَائِضِهِم
نَذَرُوا مَا ظَلَّ لِمَنْ طَبَّع
-4-
مِنْ تُحْفَةِ الشَّجَنِ
مَلَّ الرِثَاءُ وَمَلَّ الفَخْرُ يَا وَطَنِي
وَكُلُّ شَيءٍ هُنَا فِي غَايَةِ الحَزَنِ
ألعُرسُ وَالعِيْدُ وَالأنْغَامُ إنْ صَخَبَت
مَسْرُوْقَةٌ عَلَنَاً مِنْ تُحْفَةِ الشَّجَنِ
مَتَى تَشَاءُ فَأُفْقُ الكَوْنِ اجْنِحَةٌ
عَلَى مُتُوْنِكَ ، يَا رُزْنَامَةَ الزَّمَنِ
يَا لَا أُسَمِّيْكَ إلَّا مَا طُعِنْتَ بِهِ
مِنَ المَصَائِبِ وَالوَيْلَاتِ وَالمِحَنِ
تَجْرِيْدَتِي انْتَزَعَت حُلْمِي وَمِنْهُ إلَى ..
.. وَجْهِ الخَيَالِ ثَوَت مِنْ وَاقِعٍ عَفِنِ
ألخَائِنُ الفَذُّ قَلْبِي مُنْذُ نَشْأَتِهِ
وَقَالَ : عَنْهُ لِسَانِي قَطُّ لَمْ يَخُنِ
-5-
وَكَانَ صَدِيْقُ الكَأسِ مِنّي مُقَرَّبَاً
فَبِتُّ بِلَا كَأسٍ وَكَظَّ صَدِيْقِي .
يَطُوْفُ كَمَا المَغْشِيِّ مِنْ هَوْلِ صَدْمَةٍ
أَرَاهُ _ غَرِيْبَاً فِي مَسَارِ طَرِيْقِي .
أَصِيْحُ بِقَلبِي غَيْرَ أنَّ صِيَاحَهُ
بِأُذْنِي ، وَمِنْ بَيْنِ القُلُوْبِ حَقِيْقِي .
نَدَامَتُنَا أنَّ النَدَامَى تَفَرَّقوا ..
.. وَمَاتَت غُصُونِي ثُمَّ مَاتَ وَرِيْقِي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى