سياسة

على عاتق من يقع حل القضية الفلسطينية؟

أ.د. جمال محمد سليمان
دكتوراه في الفلسفة الحديثة

تعتبر القضية الفلسطتية أعدل قضية على مستوى العالم ، وهي قضية العرب الأولى، ومع ذلك فإن مأساة الشعب الفلسطيني ما تزال مستمرة منذ ما يربو على قرن، وعلى الرغم من التضحيات الكبيرة التي بذلت والدعم الذي قدم من الأمة العربية و الاسلامية؛ فإن القضية لم تحل و هي قضية تمس وجود العرب و المسلمين وأمنهم  وعقيدتهم. إن البعض يلقي باللوم على المجتمع الدولي لعدم القيام بواجباته، غير أننا يجب أن نصارح أنفسنا بالحقيقة مهما كانت مرة ، وعلينا أن نعي أن السياسة الدولية لا تقوم على أسس الحق والعدل والقانون بل تقوم على نظريات برجماتية نفعية تبحث في توجهاتها عن المصالح و المنافع و العائد والفائدة وسنكون مثاليين بل حالمين وخياليين إن اعتقدنا أن العالم سيضطلع بحل القضية الفلسطينية عن طريق المناشدة بقيم الحق و العدل والمساواة أو وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية أو عن طريق استعطاف العالم بعرض صور الضحايا من الأطفال الأبرياء و النساء، وانتهاكات حقوق الانسان فكل هذا لن يجدي فتيلة، بل إن وقائع التاريخ المعاصر الذي جرت فصول منه على أرض العالم العربي والاسلامي تقدم أدلة دامغة على عدم جدوى هذا المنحى والحقيقة أن مسؤولية حل القضية الفلسطينية تقع بالدرجة الأولى على عاتق العالم العربي والإسلامي ومن الخلف أن نطالب الغير ليقوم بما يتحتم علينا القيام به ، ونحن نملك الكثير من طرق الحل  والحق يأخذ ولا يوهب ومن ثم  يتحتم علينا أن نغير طريقة تعاملنا مع القضية التي كلستها وتكاد تقضي عليها،  فنحن حيال ممارسات عملية تلتهم الأرض وتقتلع وجودنا بالقتل والتشريد وهدم المنازل ما نزال نعتصم بالشجب والادانة ، ولا نؤمن بأن العمل الجاد والمستمر هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف ، وعلينا اتباع نهج عملي ديناميكي مستمر حيث يحكم جل عملنا منطق التحرك بعد وقوع الكارثة ولا نمارس الاستباق للأحداث والعمل على تلافيها أو تقليل أثرها ، ونحن نجهل الحكمة البسيطة والعميقة التي بثها الشيخ مروان لبنيه “الاتحاد قوة”  وإذا أردنا طريقة لحل القضية الفلسطينية فعلينا بداية أن نتحد على قلب رجل واحد، ونحن مدعون من قبل الله إلى الاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة لأن فيها الهلكة و لا يمكن عمليا أن تكون الفرقة مركب النجاة كما يتصور البعض، أو تكون نخوة الرجولة العربية قد ماتت،  ومن ثم فأول فروض حل القضية توحد العرب و المسلمين و توحيد الموقف وهو ما يعمل الغرب وسيعمل بكل ما يملك لإيقافه والتخويف منه والمشي بالدسيسة لمنعه، و إذا اتحدت المواقف وصدقت النوايا يتم الدعوة لإجتماع قمة عربية على مستوى الرؤساء تقوم بصياغة مشروعي قرار الأول يتعلق بوقف إطلاق النار  فوراً يسلم لأحد الدول الأعضاء بمجلس الأمن و الثاني يطرح على الأمم المتحدة للإعتراف بالدولة الفلسطينية دولة كاملة السيادة على حدود عام 1967. وتتخذ القمة قراراً جماعياً ملزماً بقطع علاقاتها مع كل من يعارض مشروع القرار مهما كان حجمه ووضعه الدولي. وتجتمع منظمة العالم الاسلامي وتتخذ القرار ذاته ،ولا يجب أن ننتظر مفاوضات مع إسرائيل فلن تؤدي إلا إلى اضاعة الوقت كما سبق دون جدوى،و يتواكب مع هذا إعداد فيلم تسجيلي يعرض كل انتهاكات ومذابح اسرائيل و مقدار الخسائر التي تكبدناها منذ اختلاقها وعلينا أن نعي أن حجم تعاملاتنا مع العالم الخارجي يتجاوز الـ 500 مليار دولار و يبلغ تعداد العالم الاسلامي مليار ونصف  وهو عدد أكثر من ثمن سكان العالم وهي أرقام لها اعتبارها وتقديرها وفاعليتها، وعلينا أن نتحمل تباعت هذا القرار حتى ولو كلفنا أن نعيش على الأسودين  وإذا أخذنا هذه الخطوة سيحسب لنا ألف حساب وإذا كنا غير قادرين على اتخاذ مثل هذا الموقف الجماعي وخطو هذه الخطوة فإن القضية الفلسطينية لن تحل، بل ربما تنتهي للأبد؛ وسيبقي العالم العربي بلا فاعلية، وإذا كنا نراهن على تغير الظروف الدولية ليتهيأ المناخ وموازين القوى  فتحل القضية؛ فإن الوقت ليس في صالحنا ، والانتظار أكثر من هذا سيقضي على البقية الباقية، و التاريخ يخبرنا أن خلف كل قيصر يموت قيصر جديد ولكل قيصر مصالحه ونحن طيلة تاريخيا لا نجيد تحقيق مصالحنا ، وطالما أننا لا نقدر لقوتنا قدرها و لا نحسن استغلال امكاناتنا ونوظفها لتحقيق أهدافنا المشروعة فسوف نظل قوم تبع يكتنفنا الضياع من كل صوب وحدب، وعلينا إن كان هذا حالنا أن نكف عن الحديث عن القضية الفلسطينية ونهيء أنفسنا لمثل مصيرهم وأسوأ وإن غدا لناظره قريب.

تعتبر القضية الفلسطتية أعدل قضية على مستوى العالم ، وهي قضية العرب الأولى، ومع ذلك فإن مأساة الشعب الفلسطيني ما تزال مستمرة منذ ما يربو على قرن، وعلى الرغم من التضحيات الكبيرة التي بذلت والدعم الذي قدم من الأمة العربية و الاسلامية ؛ فإن القضية لم تحل و هي قضية تمس وجود العرب و المسلمين وأمنهم  وعقيدتهم. إن البعض يلقي باللوم على المجتمع الدولي لعدم القيام بواجباته، غير أننا يجب أن نصارح أنفسنا بالحقيقة مهما كانت مرة ، وعلينا أن نعي أن السياسة الدولية لا تقوم على أسس الحق والعدل والقانون بل تقوم على نظريات برجماتية نفعية تبحث في توجهاتها عن المصالح و المنافع و العائد والفائدة وسنكون مثاليين بل حالمين وخياليين إن اعتقدنا أن العالم سيضطلع بحل القضية الفلسطينية عن طريق المناشدة بقيم الحق و العدل والمساواة أو وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية أو عن طريق استعطاف العالم بعرض صور الضحايا من الأطفال الأبرياء و النساء، وانتهاكات حقوق الانسان فكل هذا لن يجدي فتيلة، بل إن وقائع التاريخ المعاصر الذي جرت فصول منه على أرض العالم العربي والاسلامي تقدم أدلة دامغة على عدم جدوى هذا المنحى و الحقيقة أن مسؤولية حل القضية الفلسطينية تقع بالدرجة الأولى على عاتق العالم العربي والإسلامي ومن الخلف أن نطالب الغير ليقوم بما يتحتم علينا القيام به، ونحن نملك الكثير من طرق الحل  و الحق يأخذ ولا يوهب و من ثم  يتحتم علينا أن نغير طريقة تعاملنا مع القضية التي كلستها وتكاد تقضي عليها، فنحن حيال ممارسات عملية تلتهم الأرض وتقتلع وجودنا بالقتل والتشريد  وهدم المنازل ما نزال نعتصم بالشجب والادانة ، ولا نؤمن بأن العمل الجاد والمستمر هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف ، وعلينا اتباع نهج عملي ديناميكي مستمر حيث يحكم جل عملنا منطق التحرك بعد وقوع الكارثة ولا نمارس الاستباق للأحداث والعمل على تلافيها أو تقليل أثرها ، ونحن نجهل الحكمة البسيطة والعميقة التي بثها الشيخ مروان لبنيه “الاتحاد قوة” وإذا أردنا طريقة لحل القضية الفلسطينية فعلينا بداية أن نتحد على قلب رجل واحد، و نحن مدعون من قبل الله إلى الاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة لأن فيها الهلكة و لا يمكن عمليا أن تكون الفرقة مركب النجاة كما يتصور البعض، أو تكون نخوة الرجولة العربية قد ماتت، ومن ثم فأول فروض حل القضية توحد العرب والمسلمين و توحيد الموقف وهو ما يعمل الغرب وسيعمل بكل ما يملك لإيقافه والتخويف منه والمشي بالدسيسة لمنعه، و إذا اتحدت المواقف وصدقت النوايا يتم الدعوة لإجتماع قمة عربية على مستوى الرؤساء تقوم بصياغة مشروعي قرار الأول يتعلق بوقف إطلاق النار  فوراً يسلم لأحد الدول الأعضاء بمجلس الأمن و الثاني يطرح على الأمم المتحدة للإعتراف بالدولة الفلسطينية دولة كاملة السيادة على حدود عام 1967. وتتخذ القمة قراراً جماعياً ملزماً بقطع علاقاتها مع كل من يعارض مشروع القرار مهما كان حجمه ووضعه الدولي . وتجتمع منظمة العالم الاسلامي وتتخذ القرار ذاته،ولا يجب أن ننتظر مفاوضات مع إسرائيل فلن تؤدي إلا إلى اضاعة الوقت كما سبق دون جدوى،و يتواكب مع هذا إعداد فيلم تسجيلي يعرض كل انتهاكات ومذابح اسرائيل و مقدار الخسائر التي تكبدناها منذ اختلاقها وعلينا أن نعي أن حجم تعاملاتنا مع العالم الخارجي يتجاوز الـ 500 مليار دولار و يبلغ تعداد العالم الاسلامي مليار ونصف  وهو عدد أكثر من ثمن سكان العالم وهي أرقام لها اعتبارها وتقديرها وفاعليتها، وعلينا أن نتحمل تباعت هذا القرار حتى ولو كلفنا أن نعيش على الأسودين  وإذا أخذنا هذه الخطوة سيحسب لنا ألف حساب وإذا كنا غير قادرين على اتخاذ مثل هذا الموقف الجماعي وخطو هذه الخطوة فإن القضية الفلسطينية لن تحل، بل ربما تنتهي للأبد؛ وسيبقي العالم العربي بلا فاعلية، وإذا كنا نراهن على تغير الظروف الدولية ليتهيأ المناخ وموازين القوى  فتحل القضية؛ فإن الوقت ليس في صالحنا ، والانتظار أكثر من هذا سيقضي على البقية الباقية، و التاريخ يخبرنا أن خلف كل قيصر يموت قيصر جديد ولكل قيصر مصالحه ونحن طيلة تاريخيا لا نجيد تحقيق مصالحنا ، وطالما أننا لا نقدر لقوتنا قدرها و لا نحسن استغلال امكاناتنا ونوظفها لتحقيق أهدافنا المشروعة فسوف نظل قوم تبع يكتنفنا الضياع من كل صوب وحدب، وعلينا إن كان هذا حالنا أن نكف عن الحديث عن القضية الفلسطينية ونهيء أنفسنا لمثل مصيرهم وأسوأ وإن غدا لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى