سياسة

الأمن المجتمعي والأمن القومي الفلسطيني

بقلم: محمد زهدي شاهين
يعتبر مفهوم الأمن القومي مفهوما جمعيا شاملا، يقوم بتسليط الضوء على مختلف النواحي الأمنية الداخلية والخارجية للدولة، من اجل حمايتها من الأخطار التي تتهددها وتحيط بها، سواء كانت أخطارا داخلية أو خارجية، منها الأمن الصحي، والأمن التعليمي و الاقتصادي، والأمن السياسي والعسكري، والأمن الاجتماعي أو المجتمعي.
وفي الحالة الفلسطينية كان أحد أهمّ أولوياتها هو الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، والحيلولة دون ذوبانها واضمحلالها في المجتمعات الأخرى ، كنتيجة لعمليات التهجير التي تعرض لها أبناء شعبنا الفلسطيني.
لقد خلصت دائرة أبحاث الأمن القومي في مركز التخطيط الفلسطيني الى تقديم تعريفٍ شبه جامع للأمن القومي الفلسطيني “الأمن القومي الفلسطيني هو مجموعة الإجراءات والتدابير التي تتخذها منظمة التحرير الفلسطينية لحماية حقوق الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني، في مواجهة تهديدات وتحديات داخلية أو خارجية، بما يحقق الوصول للأهداف الوطنية في البقاء والحرية والاستقلال والعودة”.
وما يعنينا هنا في هذا المقام هو تمتين الجبهة الداخلية التي يعتبر الأمن الاجتماعي أو المجتمعي أو ما يعرف “بالسلم الأهلي” إحدى أهمّ الركائز الأساسية فيها، كونه يمثل العمود الفقري للنسيج الاجتماعي الفلسطيني.
في الأونة الأخيرة بتنا نلاحظ تحركات من قبل مؤسساتنا الرسمية ذات العلاقة من أجل تعزيز الأدوار التي كانت تمارسها سابقا من أجل الحفاظ على السلم الأهلي والمجتمعي.
في ظل المرحلة الأخيرة وبما أنه تم وقف التنسيق الأمني زادت الحاجة الى ذلك، وبشكل خاص في المناطق المصنفة بمناطق “ج” كضواحي مدينة القدس، التي يصعب وصول قوات الأمن الفلسطينية إليها في حال دعت الحاجة لذلك.
لقد كانت سمات تلك التحركات تقوم على دعوة المؤسسات ورجال الاصلاح العشائريين وأمناء سرّ فتح في المناطق التنظيمية من أجل حضور الاجتماعات واللقاءات المتعلقة بذلك الشأن والاسترشاد بآرائهم. بالتأكيد هي خطوات في الاتجاه الصحيح ولكنني أعتقد بأنها غير كافية، في كونها قد ركزت على دور رجال الاصلاح البالغ الأهمية طبعا في كونهم يقفون سدّا منيعا أمام الفوضى والفلتان، وأيضاً هم جزء أصيل من الحالة الوطنية الفلسطينية، ولكنني أرى الأمر من زاوية أخرى في كونه لا يعزز فقط من البعد العشائري، بل يعمل على تكريسه في مجتمعاتنا المحلية في حال لم يتم العمل على دعوة كَفة القبان الأخرى من أجل العمل على موازنة الأمور، كوننا لم نغادر بعد مربع التحرر الوطني، وتتمثل كَفة القبان الأخرى في دعوة كافة قوى وفصائل العمل الوطني الفلسطيني وعدم اقتصار الدعوة على لون واحد من الوان الطيف الفلسطيني من أجل انعاش الروح الوطنية الفلسطينية، ومن أجل أن تمارس هذه القوى دورها الطبيعي والطليعي في هذه المرحلة الصعبة والحرجة في كونها تمثل حالة صحية من الدرجة الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى