الهواء والهاوية

نعمة محمد الفيتوري | ليبيا

ثمة آهات مخنوقة

تميل جانباً

تخاطب ليل الغربة، وتسامر القمر

القمر القديم

الذي أضاء القلوب الدافئة

واحتضن القبلات البريئة

القمر الذي نام على وسادات الطفولة

وابتسم لضحكاتها

واحترق خوفاً عند سعال الآباء

من بدّل القمر؟

من حجب ابتسامة ثغره؟

كانت الشمس فتية تطوي القمر في أحضانها

ينعم بدفئها ونورها

من قال أن الشمس تحرق القمر كل ليلة وتقتله؟

دستور القتل اخترعه البشر

وبنيّة مسبقة عندما أقاموا أول مصنع

لعتاد الحرب

الحرب التي محت وجه الحب

وشوهت ملامحه

وأيقظت الفتنة بين الأخوة

في الحلم  تطبق يد على عنق أخيها

لا تصرخ، لكن تتراخى يده عندما تغسلها

الدموع…

اللوم جبان عند الخيبات

والحب جريح

والقلوب تائهة

احتارت الزهرة في قلب أخيها

كيف يمكنه قتل بعضه

ويروي ظمأه بالدماء السائلة منها

ما زالت تتذكر كيف مسح أخوها عرق جبينه بشظايا روحها

وكيف غطى بها عورته

التي رآها كل الجيران في وجه القمر

الذي كان يحرس بيت العائلة

ويبكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى