أدب

من يحمل البشارة

سمير حماد | سوريا

من يحمل البشارةَ لي
أنا المنهكُ بالانتظار على الضفة الأخرى
كم أتوق اليكَ بعد كل هذا الخراب،
إلى غاباتكَ وقراكَ ومدن الياسمين،
لن أعود باسميَ ذاته إليكَ،
فهو لم يكن جديراً بك، يوماً،
سوف أهشّمه كدمية خزفية وأُلقيه بعيداً ،
ماعدنا نرغب بما كنا نرغب فيه،
لقد ضاع كل شيء ورافقتنا العزلة الى آخر العالم ،
بعد ان استبدلنا ورودكّ بالشوك،
وتفاحكّ بالقرّيص والصبير ،
كم كنت قاسياً يا إله الحرب،
لقد دمرت وحرقتَ كل شيء ,
كل معارفنا ودفاترنا القديمة والحديثة ،
لقد صرنا جميعا كالآخرين جحيما لايطاق ،
بات كل واحد يملك قلبا ليس له ،
ومشاعر من حديد ،
لكننا نصر أن نموت بك عشقاً،
مهما شوّهوا صورنا ونكّلوا بنا،
نراك بلا عينين ونسمعك بلا أذنين ،
ونسير اليك بلا قدمين, ونعانقك بلا ذراعين،
ولوفقدنا اللسان والفم ،
سنستمرُّ بالتضرُّع للآلهة أن تحميك،
سوف نحملك في دمنا حتى الممات.
يا وطن الأوجاع ،
ياوطن المرارة، واليتم، والآهات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى