عن “التأطير” أتحدث..
الكاتبة ريحانة إمام | القاهرة
عندما تستيقظ وتجد البلاد صغيرة عليك أن تتسع أنت، أتدري؟ الناس تؤطر كل شيء حولها، حتى أنت يتم تأطيرك من قبلهم فلا تحاول أن تؤطر نفسك.
الحياة في ٢٠٢٤ لن تكون جميلة بقهوة ولا بشاي ولا بجلسة على الشاطئ، إنه عصر عليك أن تذهب للدوام صباحا لتشتري السكر والشاي لتتناول كوبا من الشاي بالليل؛ فدعك من الرومانسية المفرطة.
إن الرومانسية خنجر كبير لو تعلم يا سيدي، ولكن سأخفف من هولي لأن العيب ليس في الرومانسية؛ بل العيب في هذه الحياة التي أطرها هؤلاء فصارت هكذا.
وماذا عن الرومانسية؟
إنه جميل أن تمشي في الشارع لتقرأ بصوت مرتفع بيتا لأحمد مطر، أو تنشد بيتا لأحمد شوقي أو علي الجارم، أليس هذا جميلا ؟
جميل لدرجة أن الناس سيظنونك مخبولا أو مريضا نفسيا! ولكن ماذا عن هؤلاء الذين يمشون في الشوارع ويبدئون بالسباب يمينا ويسارا؟
يمشون في الشارع ويقولون الكلمات البذيئة ويدخنون بشراهة والناس تنظر لهم على أنهم أصحاب عقول ويتم التعامل معهم وفقا لهذه الخطة الرديئة.
أصحاب الشتم والسباب أخذوا حقوقهم كاملة وأصحاب شوقي منعوا من ممارسة مشروعية المطالبة حتى بالحقوق.
ومن ثم نتساءل عن لماذا يتحول المراهقون إلى تجمعات من أشباه العصابات، في مشيهم، تناولهم للسجائر، مزاحهم الكثير المختلط بالشتم، صوتهم المرتفع بالأغاني الهابطة في الشوارع.
نحن جزء كبير من عوامل حولت الشباب إلى هؤلاء المسوخ والأوغاد.
نحن أحد أسباب جعل المثقفين أصحاب رهاب اجتماعي، وجعلهم في زاوية ضيقة، ويبدأ رفض تلك الصورة برفضنا نحن لها، أن نرفضها نحن المثقفون، أن نرفض تأطير أنفسنا.
لا تكن سيفا على رقبتك، واخرج من أطرك الضيقة. سيكون العالم أقل ضيقا حينها، تأطيره لن ينتهي، ولكن ستكون رحبا رغم ضيق هذه الحياة.