كي تكتب نصاً…

عبدالوهاب لاتينوس-السودان 

لتكتبَ نصاً ، قصيدة أو حتى خربشةً لا لون لها لا طعم ، ولا تصلح لأي شيء ؛

يُجدر أن تكون مخبولاً لا تبالي بشيء

تسفح طازجاً دم اللغة وعن طيبِ خاطرٍ تفتض بكارة المعنى .

لتكتبَ نصاً ، قصيدةً أو حتى خربشةً لا لون لها ؛

يُجدر أن لا تكون أحداً أن لا تكون أي شيء أن تكون نفسكَ فقط .

ولكنّي ، صِدقاً ، لستُ مخبولاً أبداً لستُ مجنوناً بما يكفي لأكتبَ أي شيء ،

نصاً ، قصيدةً ، أو حتى خربشةً لا لون لها ، لا طعم .

أبداً ، لستُ مخبولاً بما يكفي لأكتبَ نصاً يشبه إنتصابَ أدم أول مرةً والدم يطفر مِن مهبل حواء .

لستُ مخبولاً بما يكفي لأكتبَ نصاً يشبه نافذةً ترقص عاريةً فوق بساط الليل .

صِدقاً ، لستُ مخبولاً لأكتبَ نصاً يشبه ظلاً ، شجرةً أو نهداً يقفز خارج الزمن .

أبداً ، لستُ مخبولاً لأكتبَ نصاً يشبه أرضاً بكراً لم تطأها حتى قدم الله .

سحقاً ، لستُ مخبولاً أبداً لأكتبَ نصاً يُشعل غيرة الله يذبح اللغة ويُحبل شجرة المعنى .

لستُ مخبولاً كفايةً لأكتبَ نصاً يبعث عينيْ الضوء يلد النهار ويجتث شبح الليل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى