شركتك تحتاج إلى نموذج للإدارة الاستراتيجية لتتوقع المستقبل
عباس آل حميد | الشريك التنفيذي – مزارز في عمان
لكي تنجح شركتك، وتقرأ المستقبل الاقتصادي من حولك لابد من اعتماد نموذج للإدارة الإستراتيجية يتيح لشركتك توقع المستقبل، ويُمَكِّنها من تحليل بيئة المؤسسة الداخلية والخارجية، لتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف لديها، وإبراز الفرص والتهديدات التي تلوح أمامها لتحديد المسائل الإستراتيجية، وتطوير خطة إستراتيجية مرنة تُمكنها من مواجهة التحولات التي لا يمكن التنبؤ بها لتحقيق رؤيتها وأهدافها الإستراتيجية، ومن ثم تنفيذ هذه الخطة الاستراتيجية بسلاسة وفعالية لتحقيق النتائج الاستراتيجية المرجوة على أرض الواقع.
يتشكل نموذج إجراءات الإدارة الإستراتيجية من أربع مراحل تشتمل علىإثني عشرة خطوة إستراتيجية.
فالمرحلة الأولى هي مرحلة التقييم الإستراتيجي، وتتضمن الخطوات الإستراتيجية التالية:
الخطوة الأولى:تحديد الوجهة الإستراتيجية للمؤسسة:
وهي الغاية من الإستراتيجية ووجود المؤسسة. يشمل تحديد الوجهة الإستراتيجيّة، تحديد الرؤية والرسالة الاستراتيجيتين، وتحديدالقيم، (وهي الافتراضات الأساسيّة التي تصوغ ثقافة المؤسّسة)، وتحديد مجالات التركيز الإستراتيجي.
الخطوتان الثانية والثالثة: التحليل الإستراتيجي لداخل المؤسسة وبيئتها الخارجية:
نحن نعمل في بيئة سريعة التغيُّر، وأدوات التحليل الإستراتيجية المناسبة تمكننا من جمع المعلومات اللازمة وتحليلها لفهم المؤسسة وتحليل نقاط قوتها ونقاط ضعفها من جهة، وفهم البيئة الخارجية المحيطة بالمؤسسة من جهة أخرى، وتحديد الفرص والتهديدات التي تفرزها، بالنظر الى الوجهة الاستراتيجية.
الخطوة الرابعة: إجراء تحليل سوات للمؤسسة (SWOT):
في هذه الخطوة نُلخِّص نتائج التحليلات التي توصلنا إليها فيالخطوتين السابقتين، في شكل تحليل سوات، الذي نستند إليه لإجراء تحليل توز (التالي).
الخطوة الخامسة: إجراء تحليل توز (TOWS):
الغرض الرئيس من تحليل توز الحد من التهديدات، والاستفادة من الفرص، والاستخدام الأمثل لنقاط القوة التي تمتلكها، وإزالة نقاط ضعفك بالاستفادة من الفرص المتاحة، بهدف تحديد الخيارات الاستراتيجية في شكلها الأولي.
المرحلة الثانية هي صياغة الإستراتيجية، وتتضمن الخطوات الإستراتيجية التالية:
الخطوة السادسة: تحديد الخيارات الإستراتيجية:
نراجع الخيارات الإستراتيجية التي توصلنا إليها بمساعدة مصفوفة توز بالنظر إلى عدد من النماذج الاحترافية بهدف تطوير خياراتنا أو تعديلها أو حذف بعض منها أو إضافة أخرى، لننتقل إلى الخطوة السابعة.
الخطوة السابعة: تصميم نموذج عمل المؤسسة بناءً على خياراتها الإستراتيجية
يربط نموذج عمل المؤسسة خياراتها الإستراتيجية بخطة العمل الإجرائية من خلال خريطة الإستراتيجية.
الخطوة الثامنة: تصميم خريطة الإستراتيجية بناءً على نموذج عملها وخياراتها الإستراتيجية
خريطة الإستراتيجية هي الركن النهائي في الخطة الإستراتيجية، حيث ننطلق منها إلى مرحلة التنفيذ الإستراتيجي، ابتداءً بتصميم خطة العمل الإجرائية (خطة التشغيل) اللازمة لتنفيذ الخطة الإستراتيجية.
المرحلة الثالثة: التنفيذ الإستراتيجي
التنفيذ الإستراتيجي يعني نقل الخطة الإستراتيجية التي توصلنا إليها في الخطوات السابقة من التصور النظري إلى الواقع العملي، لتنبض بالحياة، وتحقق الأهداف الإستراتيجية بنجاح.
ولكي تنجح في التنفيذ الإستراتيجي وتصل إلى الوجهة الإستراتيجية التي حددتها في خطتك الإستراتيجية هناك 3 عناصر يجب أن تتعاضد، وهي: خطة العمل الإجرائية السنوية، وقابلية المؤسسة وبيئتها الخارجية، والقيادة الإستراتيجية للمؤسسة.
الخطوة التاسعة: صياغة خطة العمل الإجرائية السنوية
تبدأ مرحلة التنفيذ الإستراتيجي بإعداد خطة العمل الإجرائية السنوية من خلال تصميم بطاقات الأداء المتوازن للمؤسسة وإداراتها وموظفيها أو فرق عملها بتفصيل خريطة الإستراتيجية التي صممناها في المرحلة السابقة كميًّا وزمنيًّا، ثم تعميمها على مستوى أجزاء المؤسسة المختلفة نزولًا إلى مستوى الموظف الفرد لتتناول إدارة الأركان الثلاثة للمؤسسة (الموظفين، والعمليات، والسياسات) من خلال هيكلة تنظيمية محترفة.
الخطوة العاشرة: تشكيل هيكلة المؤسسة وبيئتها الداخلية
المؤسسة وثقافتها وهيكلها وأنظمتها وسياساتها وإجراءاتها وموظفوها يجب أن يتمركزوا حول الخطة الإستراتيجية وينبثقوا منها.
الخطوة الحادية عشر: تعيينالقيادة الإستراتيجية
القيادة الإستراتيجية هي التي تقود المؤسسة بأفرادها نحو التغيير لتوائم بيئة عملها وتستمر في المنافسة في مناخ اقتصادي وتكنولوجي متغير باستمرار.
المرحلة الرابعة: الرقابة والتحكم الإستراتيجيان (وهي نفسها الخطوة الثانية عشر)
من الضروري إنشاء نظام للمساءلة أو آلية لقياس التقدم في تحقيق الإستراتيجية ومتابعته، ورصد المعوقات ومعالجتها أولًا بأول، كما يُنْصَح باستخدام المعلومات التي تُجمع أثناء عمليات التنفيذ، والتغذية الراجعة المحصلة نتيجة التنفيذ لإنتاج نسخة محدثة من خطة العمل الإجرائية كلما اقتضت الحاجة.