أدب

على أبواب الغياب

بديع صقور| شاعر وأديب سوري
على باب يوم:
شيء ما..يشبه المطر
وشيء ما..يشبه الغياب
وشيء يشبه السيل ..
أبداً، لا يتوقف عن جرف أرواحنا
إلى مصبّات العدم.
على باب حرب:
«واقف منذ صباح» الحرب
أنتظر جذوة من نار
كي أدفئ بها برد انتظاري.
على باب قبلة:
بين الابتسامة وثغرك
مسافة من حبٍّ..
بين ثغرك والشقائق
توأمة باسقة..
بين الباسق من فلقة الصبح
وثغرك
باقة من شقائق.
على باب اليقظة:
أعيريني قمراً، وخيطاً من سحاب..
تحت نوره الشاحب
سأرفو ثوب غيمة خدشته مخالب العاصفة..
«فستان» طفلة،
مزقته أشواك الحروب.
على باب إذا:
إذا أيقظتك الوردة
فخذ بيدها إلى بيت عاشقة.
إذا أيقظتك رصاصة
جهِّز معولك
وكن مستعداً لحفر
قبر أو أكثر ..
إذا ما علتْ من حولك أصواتٌ
متوحشة ، وغاضبة
فلا تنتظر منها..
أن تقدم لك رغيفاً أو ابتسامة..
إذا ما اقتسمنا الحقول،
هل نستطيع اقتسام الهواء؟!
كيف سنقتسم الصباح،
مادمنا لم نتفق على اقتسام الفجر؟!
إذا ما اقتسمنا الضفاف
من سيؤنس وحشة الندى؟!
من سيغني مع الأنهار؟!
من؟!
على باب الحلم:
كيف ستشرق شمس أحلامنا
مادام ليل القلق
يجثم على صدورنا كصخرة؟!
كيف لأحلامنا أن تنتصر،
وأن تغرد في سماء أرواحنا،
وهممازالوا يواصلون جزَّ رؤوسنا
كثمر النخيل؟!
على باب «بابا نويل»:
سيد «بابا نويل»
إذا ما قدمت بلاداً كبلادنا
أنصحك لوجه الحبِّ..
حين تجيء بلاداً كبلادنا
أحضرْ معك:
بندقية، وخنجراً..
تمنطق بحزام ناسف
واحْشُ صرَّة هداياك بـ «البارود».
سيد «بابا نويل»
قد يفاجئك
على مداخل البيوت والشوارع
في القباب، وعلى الأسطحة
بين الأزقة، والحواري المغلقة
بين أروقة الملاهي
وانحناءات العشوائيات المارقة،
عشرات الملثمين
مئات المارقين
وبأيديهم الفاجرة
بنادقوسيوف..
سواطيروقنابل
وأحزمة ناسفة..
لوجه الحبِّ أنصحك
وإلا «أُعذر من أنذرَ»
على باب الحيرة:
أعدو صوب غابات السماء
تتلبسني الحيرة؟!
وجلَّ ما أخشاه
أن تكون الملائكة هي الأخرى
قد تدربت على الذبح مثلنا
نحن أهل الأرض؟!
إلى أين سأعدو؟!
إلى أين ستفضي بنا هذه الحروب؟
أعدو إلى أين؟
وخلف من سأعدو؟!
خلف الملائكة
أم خلف الريح؟!
أم خلف الملثمين ؟!
سأعدو،وسأعدو..
ولكن ..
لن أدير ظهري لأمراء الحروب.
سأعدو إلى شواطئ الحبِّ..
أعدو.. وأعدو، فوق تلك الرمال
لأرقص مع النوارس والعشاق
ولأغني معهم للموج والريح ،
والأشرعة، والمطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى