بلد طازج كرغيف

مصطفى الحلو | سوريا

على الليل أن يرمي ضوضاءه ويمشي بكعبين عاريين
أحب أن أرى جلده متسلخاً ومتفسخاً كطير ذبيح

على الليل ألا ينظر خلفه
وألا يستلق السمع على عاشقين تواعدا خفية
وحين أقتربت لحظة عناق شفاههما تباعدت كفوفهم وبقيت الشفاه معلقة كحلم صغير

أحبكِ في هذا الوقت العصيب
وأحزن أني لا أستطيع تصنع اللغة
وممارسة الجنس معها كما أشتهي
كي نتوالد جملاً واستعارات
تكفيني كي أحب عينيك كما أحب لون دمي

يا أبي العالق فوق جلدي
أنا الجلاد والضحية…. والموت المتراكم ينتظر
مثل جارتنا في عادتها الغبية

يا أمي المعطرة بلون الزعفران
احتمال انتظارك لي كي أولد لكِ من الريح طفلة تشبهني بات يتضائل
يصغر يا أمي كما تصغر البلاد في عيون من نذروا دمائهم لبقائها طازجة

يا سورية الجميلة كوجه عشتار
لن يتمكن القبحُ منكِ
نحن التعساءُ من أبناءكِ
سنهبُكِ أكاليلَ الفرح

يا سورية القوية كوجه مزارع
ياحلم الجنة في بال إدريس
لن تكوني جثة نتنة
ياسمينك باقٍ بقاء الريح

يا سورية الشهية كجسد مُبتل
نحن الطيبون والزعران
المثقفون والاغبياء
الأغنياء والفقراء
ساكني القصور
وساكني العراء

نحن الذين أبتلينا بك
و ابتليتِ بنا
نحن جرحك النازف وضمادك
فاصنعي من البارود بسمة
وغني الصباح حتى ينوخ

نحن الذين خلطنا دمع الشباب
مع فوارغ البارود
حملناه في أعناقنا عطراً لعشيقاتنا
تنكري لكل من حمل سيفكِ
وقاصص ظهورنا العارية

نحن الذين سكبنا دمع الفرح
حتى أستفاق جرحنا النازف
هاتِ مآقيكِ ومناديلنا البيض
وامسحي ما أبيض منا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى