أدب

العنقاء

شعر: سميرة الزغدودي | تونس

أفنتْ صدى صرخةٍ في صدرِها تمضي
بريشِها رفرفتْ تعلُو من النّفضِ

**
عنقاءُ تغتالُ طيفَ الموتِ صامدةً
حينَ استردّتْ خلودَ العيشِ في النّهضِ

***
تململتْ والثّرى من تحتها انبثقتْ
جناتُه زُخرفتْ من عُشبِها الغضِّ

**
كيفَ استطاعتْ خلاصَ الذّاتِ من لهبٍ
حتّى تُلملمَ ما فيها إلى بعضٍ

***
من جمرِها انتفضتْ تسمُو محلّقةً
تختالُ تاركةً كومًا على الأرضِ

***
أُنثى تُوشّي أخاديدَ الثّرى زَهَراً
والعطرُ ينسابُ رقراقًا من الرّوضِ

***
أُنثى تزركش في أعماقها أمَلاً
وأبهرُ القلب لم يفتُرْ عنِ النّبضِ

***
خفّاقُها عند بسطِ الحُبِّ رجْفَتُهُ
تحيا على وقْعِه معزوفةُ القبْضِ

***
من نبعِ كوثرِها تُرْوَى خمائلُها
وواحةُ الشّعرِ تستسقي من الفيضِ

***
جذّابةٌ تأسرُ الإحساسَ فتنتُها
في مدحِها يشتهي المحبوبُ أنْ يُفضي

***
تحظى برؤيتِها كلُّ العيونِ فمَا
تمكّنتْ حينَ مرْآها من الغمضِ

***
في سدرةِ المنتهى الأنوارُ تصحبُها
حين ارتقتْ أفقَ العُليا به تمضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى