أيها الشعر
شعر: طارق المأمون محمد | السودان
أّيُّـهَـا الشَّـعْـرُ يـابْـنَ عَــرْكِ اللَيـالِـي
و امْتَـزاجِ الـرُؤَى بِفِكْـرِي وَ حِـسّـي
وَ اغْـتِــنَــامِ الـتِـفَـاتَــةٍ عَـقِـلَـتْـهَــا
يَقْظَـةُ الحِـسِّ وَ انْبِجَاسَـةُ حَدْسِـي
صَـادَفَـتْ عَـابِـرَيْـنِ لَـــمْ يَرْعَـيَـاهَـا
بِـالـتِــفَــاتٍ و لا بِــإمْــعَـــانِ دَرْسِ
مَـشَـتِ الـنــاسُ فَـوقَـهـا دُونَ رأي
و الأمــورُ الـتـي مَـضَـتْ للـتـأسِّـي
إمْسِـكِ الدّمْـعَ فـي عيـونـك بـخـلا
حـادثـاتُ الـزمــانِ تـكــرارُ أمـــسِ
ابْــكِ إنْ شِـئـتَ لِـلّـذي كــانَ قَـبـلْاً
وَ احْبِـسِ الدَمْـعَ بَعْدَهُـمْ أيَّ حَبْـسِ
و امْضِ في الأرْضِ بَاطِشاً غَيْرَ رَاعٍ
غَـيْـرَ فَـضْـلٍ وَ رَحْـمَــةٍ لا تُـقَـسّـي
مَـنْ رَأى النَـاسَ مِثْـلَ رَأيِـي عَلِـيـمٌ
لمْ يَدَعْ ماشِيـأً عَلَـى الأرْضِ إنْسِـي
عِيـشَـةٌ نَـحْـنُ قَــدْ غُلِـبْـنَـا عَلَـيْـهـا
عَاشَهـا الـحـرُ بِـيْـنَ نَـتْـلٍ و دَفْــسِ
وامْـتَـرِئْ غُـصَّـةَ الحَـيـاةِ مَـجَـاجَـاً
لا تَــدَلَّـــى بِـرَشْــفَــةٍ أوْ بِــكَـــأسِ