سياسة

هل يسلمُ الشرف الرفيع بدون الرصاص؟!

هل يسلمُ الشرف الرفيع بدون الرصاص؟!

حنان بدران| كاتبة فلسطينية

رغم أني ولدت لأب لم يرغمني يوما على شرب مطر الجنون والنسيان لقد رباني على الإيمان بالمجد العربي حتى سمعت خطاب سيادته وخطابات أخرى :”نسحب السلاح ونؤسس بلد منزوعة السلاح ” فأدركت اليوم أنهم يحاولون عبثا ترويضنا على الذل العربي…!!!
لكن جوابي عليه : يا سيد الدولار…سنشرب ولا ننسى ولن نسمح لاطفالنا بالنسيان، سيدنا آدم أكل التفاحة منذ آلاف السنين،أما الذي أكل سينا الجولان ودمر غزة سبع مرات فكيف علينا أن نباركه عشية الغزو بدون سلاح …؟!
يا سيد قومك أليس السلاح شرف أم أن الشرف كتب لناس دون ناس ؟!
مقترح دولة فلسطينية منزوعة السلاح،تعني نزع السيادة عن الفلسطينين أصحاب الأرض وتركهم فريسة سهلة لاحتلال يضرب القوانين والاعراف الدولية عرض الحائط الغريب أن يأتي المقترح من طرف لا يليق به الحيادية في هذه القضية لأننا نتخندق في في ذات الخندق لكن للأسف حتى الحيادية لم تظهر رائحتها في في هذا المقترح الجائر إلا إذا كان هذا المقترح خدمة للاحتلال ليس أكثر ،والسؤال هنا لقد مر وقت على هذا التصريح ولكن أن تعلن المقاومة الآن أن من يفكر في نزع سلاحنا سوف ننزع روحه ؟!
هو رد بعد هذه الوقت الطويل على المقترح الأول لنكتشف أن المقترح تجدد لأنهم يريدون: “نزع سلاح المقاومة وسرقة انتصار أبناء القطاع مقابل اعمار وسلام اقتصادي مغشوش”.
نحن أهل فلسطين من قاومنا بالحجر سنين طوال بعد أن وصل السلاح ليدنا تريد أن نسلمه لكم ألم تدرك أننا نسلم أرواحنا قبل أن نسلم مقاومتنا وسلاحنا، يا أنت أي مؤامرة تحيكون لنا في الغرف الخفية؟؟
لم يتعبنا يوما الواقع المسرحي وأنما أقنعة الزيف التي يرتدونها كقمصانهم ويتعبني الكمبارس أمثالك وهم يلعبون دور البطولة على منابر المهزلة.
يا أسياد اقوامكم …
من كان يظن أن نيلسون مانديلا كان رجل سلام وكان رجلا مؤدبا مهذبا وهو يطالب بالحرية،وإلى من لم يقرأ تاريخه علينا أن نوضح إنه هو من أسس …
( الافريكان ناشيونال كونجرس) (الاي أن سي ) المؤتمر الوطني الافريقي للجناح العسكري وكان يطلقون عليه رمح الوطن ،وكان دوره القيام بأعمال عسكرية ضد أهداف للحكومة العنصرية في جنوب افريقيا ثم تم إلقاء القبض عليه واودع السجن لمدة 27 عاما ،لكنه بعد هذا العقاب الطويل رفض بتاتا أن يدعو إلى تسليم السلاح في المؤتمر الافريقي سنة 87 \88 واصر على بقاء الجناح العسكري حتى اثناء المفاوضات على النظام العنصري ،وبقي نيلسون مانديلا مسجل على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والكثير من الدول حتى أنه قرر زيارة امريكا في 97 فشعرت امريكا بالأحراج حينها كونه رئيسا لافريقيا فاصدرت قرار بإزالة اسمه عن قوائم الإرهاب،مع إنه كان رمزا للسلام” لهذا نقاط التحول” تكون أحيانا أهم بكثير من تداعيات تكون حقائقها أهم بكثير من الذي يحدث بغزة .
اس-رائيل تحاول أن تضرب ليس فقط البنية العسكرية للمقاومة لكن تريد أيضا أن تضرب الحاضنة العسكرية الاجتماعية للمقاومة من خلال ضرب المستشفيات وضرب البنية التحتية واحالة الحياة في القطاع إلى جحيم أملا منها في انقلاب الحالة الاجتماعية ضد المقاومة أو أنها تبدأ بالهجرة نحو الصحراء سيناء، ومهما كانت النتيجة الذي دفع إلى 7 أكتوبر سوف يكون …نقطة تحول في مسار الصراع مستقبلا … ولن يقل أهمية عن حدث (تت ايفيجن)الذي حصل في فيتنام ولن يقل عما حدث في جنوب افريقيا في عام 87 لهذا علينا أن ندرك…
أن هذه النقاط ستكون نقطة تحول وسوف ينظر العالم إليها في مسار الصراع مستقبلا، وسوف ينظر العالم إليها كتفاصيل جديدة وانعطافات جديدة في مسارات جديدة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى