الفنانة نجاة الصغيرة لم تعد صغيرة
بقلم: الكاتب المصري محمد السعداوي
أطلق عليها الموسيقار محمد عبدالوهاب “كمانجة الغناء العربي”🎻 ولقبت بالصوت الدافئ؛ والصوت الملائكي؛ ولصغر سنها وبدايتها المبكرة ووجود أكثر من نجاة في ساحة الفن العربي،سميت نجاة الصغيرة، التى ظهرت على خشبة المسرح منذ أيام قليلة، تعاني من الكبر والضعف-ربما لأننا لم نشاهدها من زمن طويل- نعم كبرت -هذه سنة الحياة- ولم يكبر صوتها؛ فما زال الصوت الملائكي العذب الشجي، عندما رأيتها على خشبة المسرح، تألمت لفترة، ولكن تبدد الألم فجأة، عندما أتى صوتها عبر مسافات الزمن، ينتقل بِيّ بين الصبا والشباب، ليذكرنى بأيام مضت وسنوات نقشت على قلوبنا ذكريات ولحظات الحب والهيام، نعم استفقت وأفقت على “عيون القلب”
استفقت لأني حلمت بتلك الأيام الجميلة التى لم ولن تتكرر من عمرنا. ولى الصبا وذبل الشباب؛ كما ولت وذبلت تلك الأيام والذكريات.
وأفقت على هذا التكريم الذي غفلنا عنه لنجاة وغيرها مِن مَن يحتاجون إليه.
نعم تكريم نجاة وغيرها من زمن الفن الجميل الراقي شيئ مطلوب أهملناه.
وكلام المؤيدين والرافضين للتكريم من السعودية 🇸🇦 في هذا التوقيت بالذات أيضا كلام قد يكون صحيحا ومقنعا والجميع له الحق.
لكن لو أن في ظاهر الأمر أن هناك فريقين مختلفين في الرأي أو على النقيض كما نرى التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لو فكرنا في الحدث والتكريم بلا عصبية، بل وبإنسانية، فأرى أننا رافضين ومؤيدين متفقين جداً حسب تصوري إن لم أكن مخطئًا.
الرأي المؤيد يشكر السعودية على تكريم فنانين وفنانات أهملناهم ولم نهتم بهم، نجاة وهاني شنودة وغيرهم…
والرأي المعارض ينتقد الاتجاه الذي يتبناه تركي آل شيخ “رئيس هيئة الترفيه” من مهرجانات وحفلات وغيرها، ومما يحدث في السعودية من تطور فني وثقافي؛ وينتقد التوقيت بالذات تزامن هذا مع ما يحدث في غزة، ولو أن هذا الفريق أو بعضة ناقد لكل ما يحدث في مواسم الرياض من قبل الحرب في غزة.
على المستوى الشخصي ويتفق معي بعض الأصدقاء، فأنا سعيد بهذا التكريم لأنه أتى للفنانة نجاة أو لغيرها في وقت هي محتاجة إليه إنسانيا وإجتماعياً وحتى مادياً، التكريم هذا هو ما نسميه (الوفاء)، وفي نفس الوقت هذا الخلق الإنساني النبيل والوفاء الجميل – لو موجود عندنا “ومنتهاش” من قاموس سلوكنا وأصبح فقط موجود في قاموس لغتنا -زيه زي أخلاق كتير – كانت بتميز سلوكنا، زي الجدعنة والشهامة والإيثار والمروءة والوفاء… لو الوفاء موجود و الأخلاق دي موجودة لم يكن هذا هو حال غزة وحالنا وإحنا بنتفرج حكام وشعوب، من يوم مفقدنا الأخلاق دي هانت علينا نفسنا وهنا على غيرنا، فقدنا قيمتنا وهيبتنا…
طيب والسعودية بتعمل كده ليه عشان الوفاء والإيثار وغيرها من الاخلاق الكريمة؟ لا هيه بتعمل ده لأنك مبقتشي تعمله أصلا لا على المستوى الشخصي ولا الرسمي؛ السعودية بتعمل كدة عشان تسحب البساط اللي أنت أصلا محفظتش عليه.
الدولة بتاعتنا كبيرة قوي وجميلة قوي، لدرجة إنها كبيرة علينا، مش عارفين نقودها ولا نسوسها.
هل الوفاء للعظماء وأصحاب الزمن الجميل محتاج القيادة السياسية تعمله؟
بالطبع لا مش دورها ده دور مؤسسات أهلية واجتماعية دور نقابات فنية وثقافية، دور زملاء وفنانين وصحفيين وإعلاميين وقنوات رسمية وغير رسمية، صحف ومجلات…رجال أعمال ومشاهير، أقول تاني واعد ولا كفاية، كل دول فين مختفين ولا خجولين، ولا ملهمشي دور ولا ليهم لازمة، كل دول فين لما صاحب السمو الشيخ تركي آل شيخ، سحب البساط وعمل كل ده لوحده، الا نخجل من أنفسنا ونأسف على ماضينا، أم سيأتي علي يوم نندم عندما لا ينفع الندم