فنون

معرض جماعي لستة فنانين بجاليري أوديسي

مجدي بكري | القاهرة

يقام معرض فن تشكيلي جماعي لسته فنانين  بجاليري اوديسي Odyssey Art Gallery كلا منهم له تجربته و مشروعه الفني الخاص. وهم من جيل التسعينات و ظهروا مع ظهور صالون الشباب في بداية التسعينات .


الفنان محمود حامد :
أستاذ الاشغال الفنية و عميد كلية التربية الفنية جامعة حلوان
مشارك بستة اعمال ١٢٠ x ١٠٠ سم
تصوير بالوان اكريلك مستخدماً وسائط متعددة علي سطح اللوحة mixed media

الفنان عادل ثروت :
أستاذ التصوير و رئيس قسم الرسم و التصوير بكلية التربية الفنية جامعة حلوان
مشارك أيضاً بستة اعمال ١٥٠ x ١٠٠ سم
تصوير بالوان اكريلك علي الكنفس مستخدماً ورق الذهب و الفضة كوسيط يثري العمل الفني.

الفنان عماد ابو زيد :
أستاذ النقد و التذوق الفني بكلية التربية الفنية جامعة حلوان
مشارك في المعرض بثمانية اعمال فنية تتسم بالاتجاه التعبيري التجريدي مستخدماً الوان اكريلك و وسائط متعددة .

الفنان عمرو سلامة :
دكتوراه طباعة المنسوجات من كلية التربية الفنية جامعة حلوان و دكتور الطباعة بكلية التربية جامعة قناة السويس
مشارك بثمانية اعمال جرافيك ١٠٠ x ٧٠ سم Serigraph ( سلك سكرين علي ورق قطن و ورق ذهب )
تتسم أعماله بالاتجاه السرمدي حيث يستخدم لون اسود مع ورق الذهب ليعطي قدم للأعمال و كذلك استخدامه لأشكال وجوه الفيوم في بعض الأعمال ليؤكد علي الفكره concept في العمل .

الفنان عمر عبد الظاهر :
دكتوراه التصوير من كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان
و دكتور التصوير بالجامعة الروسية
مشارك في هذا المعرض بسبعة اعمال ، تتسم أعماله بمظاهر الحياه الاجتماعية مستخدماً الوان زيتية علي الكانفس

الفنان مجدي أنور :
فنان تشكيلي خريج كلية التربية الفنية جامعة حلوان
رئيس قسم الجرافيك و التجهيزات الطباعية بالشركة العربية للعبوات الدوائية
مشارك في هذا المعرض بعشرة اعمال تجريدية مستخدماً وسائط و خامات مختلفة علي سطح اللوحة.

قدم الفنان التشكيلى عادل ثروت مجموعة من الأعمال الفنية التى استند فيها إلى مصادر قرائية فى الشعر الصوفى والموال الشعبى، وأيضا استلهام الصور البصرية لبقايا من طقوس وشعائر الانتقال، خاصة فى علاقات الزواج وطقوسه الطوطمية الشعبية، والتى اعتبرها منطلقا للتعبير عن مسطحات التصوير ليس بطريقة محاكاتية أو ترجمة بصرية بقدر ما هى منطلق مفاهيمى للمحتوى التعبيرى للأعمال الفنية.هناك أيضاً الموروث الشعبى الذى يتجلى فى الطقوس الدينية الشعبية مثل موالد الصوفية والأداءات الطقسية الاخرى كالزار ومن هنا كان لدى كل هذا ريبرتوار متكامل من الرموز والمفردات والعناصر الفنية التى تجلت فى هذا المتحف السمعى البصرى الادائى وكل هذه النصوص المنقولة شفهيا عبر اجيال وحكائين تسمعها أو تقرأها فى هذه الذاكرة الجمعية التى احتفظت بها وتناقلتها وتم تداولها وتوظيفها فى الطقوس الشعبية.
و من هذا المنطلق ببحث الفنان عادل ثروت من  خلال تلك الإشكالية الخاصة بتوظيف التيمات والموتيفات والأشكال والنصوص الكتابية التى تشكلت فى ذلك الوعى الجمعى لشريحة ذات خصوصية ثقافية أنتجت هذا الكم الهائل من الرموز والعلامات المرتبطة والمعبرة عن هذا التصور لعلاقة الإنسان بكل ما يحيط به من موجودات، تلك العلاقة التى بدأها الانسان المصرى منذ فجر التاريخ ليشكل هذه المنظومة الحضارية بمقوماتها الثقافية والفلسفية..

لوحات الفنان محمود حامد  قائمة على فكرة الوجه الإنساني، وخاصة الوجوه التي تتواجد وتلتصق في ذاكرة أي إنسان، وخاصة التي تزال عالقة في ذهن وخيال التشكيلي مما يؤدي به إلى معاودة استدراجها من جديد من خلال أعماله الفنية، وهذه هي الفكرة كأنها وجوه على حوائط الزمن ،  حيث استخدمت به تقنيات جديدة ومختلفة أهمها الحفر على السطح والذي يعطي إحساس بالحفر في الذاكرة”.
و يستخدم الفنان  مجموعة من الألوان المرتبطة والمعبرة عن الأرض، مثل الأزرق، الأصفر، والأحمر حيث تكون مُرتبطة بفكرة و موضوع العمل الفني، وبعض اللوحات بالمعرض مقاساتها تتراوح بين 1 متر × متر وربع، والبعض الأخر متر وربع × 90 سم. عرف عن الفنان التشكيلى محمود حامد أنه يلعب دورا مركزيا فى قياس التشابك والتواصل، ويكشف ببراعة عن رؤيته الخاصة لأنه يخلق حوارًا مرئيًا بين اللون والملمس وعلامات الطقوس والتعويذات والرموز التى يعجب بها المشاهد.

الفنان التشكيلي دكتور “عماد أبو زيد”  يقدم لوحات تصوير بخامات متعددة، ركز فيها غالبًا على رموز الحضارات القديمة والفلكلور المصري، وصياغة تلك الإشارات البصرية في بناء مفاهيمي جديد، لاستحضار التاريخ وإعطاء مساحة لتلك الأشكال غير المرئية أو اكتشاف قوة اللغة عبر التاريخ. و تعود إلى تلك الجوانب التي غالبًا ما تكون خفية أو لها تفسيرات غير واضحة في تاريخ الإنسان البدائي أو الثقافة المصرية الشعبية.
وعن أعماله فهي محاولة لاستكشاف وإعادة صياغة التراث المصري المعاصر. فالبدائية في الفن لم توفر أشكال جمالية جديدة فقط، بل وعرضت أيضا نماذج عاطفية وروحانية أعمق وأكثر تعقيدا مع الحنين إلى الماضي، لقد سعت النزعة البدائية إلى الاتصالات بالماضي لعصر ما قبل التصنيع حيث كان الإنسان أكثر ارتباطا مع الطبيعة.
تأخذ اللوحاتي أشكالًا مختلفة مصممة لإبداع أشكال جديدة غير متوقعة من الأفكار الجمالية، فهو يحاول التعبير عن اللغة البصرية وتوفير فرصة تجريبية لتحدي المفاهيم والآراء والافتراضات التقليدية للفن. عندما يتم رسم طبقات تصويرية على سطح اللوحة وحذفها أو كشطها، فإنها تعطينا ابعاد فنية تحمل ثراء للمشاهد .


وعن المعرض يقول الفنان التشكيلي عمرو سلامة: “بداخل كل منا روح حرة.. البعض يكبلها بكثير من قوانين الحياة.. ولكن يبقى منا القليل من لا يفزع من المجهول.. بل ينظر له بدهشة ورغبة في سبر أغواره.. من يرى في أي شئ.. كل شئ.. من يُقدر كل ما هو بسيط، يستشعر كل ما يحيطه، يملك هذا الرادار الخاص الذي يجعل هذا الجسد وذاك العقل استثنائيان.. يحلقان في هيئة روح منطلقة حالمة قادرة على العزف على أوتار الحياة.. روح تبحث عن أشباهها في كل الحضارات والثقافات تهيم بعفوية راقصة على إيقاعها الخاص.. لتخلق عالمها.. حيث تستطيع التحليق.. فالرحلة تستحق
لطالما اجتذبت فكرة الخلود الفنان التشكيلي المصري عمرو سلامة (1965) في معارضه السابقة التي قدّمها خلال السنوات الأخيرة، من خلال عودته إلى مرجعيات بصرية من الحضارة المصرية القديمة مثل “وجوه الفيوم” التي رُسمت بين نهاية القرن الأول الميلادي ومنتصف القرن الثالث الميلادي، ولا تزال. تثير تساؤلات عن فكرة الصمود الزمني والتأثير الفني.

واهتم أيضاً بالأيقونات التي تصوّر رحلة العائلة المقدسة والتي رسمت على جداريات الكنائس أو قطع النسيج أو قطع من المعادن مثل المسارح أو المخطوطات، وغيرها من الأعمال التي تنتمي إلى الفن القبطي وأثّرت بالعديد من التجارب التشكيلية المعاصرة في مصر والعالم العربي.
يستخدم الفنان عمرو سلامة تقنية الطباعة بالشاشة الحريرية (سلك سكرين) التي تستند إلى إخضاع الطرق التكنولوجية ودمجها لعمل تصميمات إيهامية التجسيم، وطباعتها بطرق الطباعة اليدوية عبر البرامج الجرافيكية في معالجة الصور الفوتوغرافية والاسكتشات والتصميمات اليدوية، ثم تصوير الأفلام والشاشة الحريرية وطباعتها يدوياً على خامة ورق قطن مطعم بورق الذهب.

ويقول في تقديم المعرض: “بداخل كل منا روح حرة، البعض يكبلها بكثير من قوانين الحياة، لكن يبقى منا القليل من لا يفزع من المجهول، بل ينظر إليه بدهشة ورغبة في سبر أغواره، من يرى في أي شيء كل شيء، ومن يُقدر كل ما هو بسيط، يستشعر كل ما يحيطه، يملك هذا الرادار الخاص الذي يجعل هذا الجسد وذاك العقل استثنائيين، يحلقان في هيئة روح منطلقة حالمة قادرة على العزف على أوتار الحياة، روح تبحث عن أشباهها في كل الحضارات والثقافات، تهيم بعفوية راقصة على إيقاعها الخاص لتخلق عالمها”.

يُذكر أن عمرو سلامة حاصل على  بكالوريوس وماجستير في التربية الفنية، ودكتوراه في طباعة المنسوجات، ويعمل مدرسا في “جامعة قناة السويس” بالإسماعيلية، وأقام العديد من المعارض الشخصية، منها “سرمديات”، و”العائلة المقدسة”، و”نسائم الحرير”، بالإضافة إلى مشاركاته في معارض جماعية في مصر وخارجها.


لوحات الفنان عمر عبد الظاهر هي تسجيل للواقع بأسلوب الاتجاه التعبيري، تكوينات مترابطة أقرب إلى الكتلة النحتية التصويرية ومتناسقة الحس والألوان والشكل من أجل أن يضفي عليهما حميمة العلاقة والمضمون.

قد صنع الفنان “عبدالظاهر” منهجًا فنيًا خاصًا ميزه عن باقي فناني جيله، هو مصري الهوية فكرًا ومضمونًا، كما قدم المعالجة والصياغة والمبالغة في وصف ملامح العنصر البشرى الرجل والمرأة والرموز المصاحبة بدلالاتها، وما بينهما من نوعية محددة من المهن، التي ربما بعضها اندثر إلا أن “عبد الظاهر” يوثقها ويذكرنا بكفاح الكادحين في الحياة، هؤلاء سحبت المهنة من ملامحهم الضحكة وتركت لهم الحيرة في أنهم مثابرون وهذا ما وجدنا في اللوحات مثل بائع البطيخ الذي يجلس في حالة انتظار الفرج.

في تكوينات لوحاته تشع بهجة الشمس الأسوانية المتوهجة بغروبها وشروقها، ويظهر الليل المقمر يسطع بظلال مضيئة، كحبات اللؤلؤة تسبح على النهر الخالد، وأبطال موضوعاته، تفوح منها عطر الإنسانية والطيبة والهدوء والطمأنينة، تكويناته مليئة بمشاعر مشحونة بالطاقة الحيوية الإيجابية، بجانب ألوان البهجة لا يخاف من وجود ألوان متضادة ومتنافرة، كسر قيود القواعد المعتادة للفن في توزيع الألوان، وجعل من التنافر قيمة ورغم وجود البهجة في اللون، إلا أن الدراما ساكنة في ملامح وتعبيرات الوجوه، هؤلاء وجوه الصابرين على أحوالهم .
الفنان التشكيلي مجدي أنور
تحمل اعماله المعروضة الكثير من المصداقية في الطرح والجدية في الأسلوب المُحدد الصارم والخلاق والمتجدد في عملية تكوين مستمرة وكأن كل لوحة تُولد لتتمرد على سابقتها وتتخطاها إلى مسطحات أكثر تجريدية وإنفصالً عن التفاصيل حتى لا تضر هذه التفاصيل الحكاية وتضر بالحبكة البنائية للوحة .. أسلوب خاص جداً ويحتاج إلى الجهد والبراعة والخبرة”.


لقد أفرغ الفنان مجدي أنور مساحات للون ولغته وأستحضر الزخارف بشكلٍ أكثر خفاءً لترسم معالم اللوحة وتكسر رتابة ذلك اللون الذي يتدرج بين الأبيض، والأزرق والبني بمختلف درجاتهما، والمذهب لتتحول النقاط والخطوط إلى ملامح وعلامات تومئ لمشاهدها بألف حكاية عن الإنسان والزمان والمكان الذين يختفون في طياتها.”
وقال الفنان مجدي أنور “قامت على ضفاف الأنهار حضارات متعاقبة وكان لنهر النيل مكانة خاصة حيث توافد عليه أجناس وأطياف من البشر، ولهذا نجد أن الفنان المصري محاط بزخم فريد من نوعه من تنوع آثاره ورؤاه.
و أعمال الفنان التشكيلي مجدي أنور هي نتاج لهذا الزخم الفرعوني والقبطي والإسلامي وما خلفته هذه العصور من آثار ومعمار ومعابد ونقوش، وبحنيني وعشقي لكل ما هو متراكم أخطو به للعبور برؤى تصويرية مستحدثة تثير التساؤل والتفكير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى