أدب

ميقات أشرعة الفداء

شعر: عماد الدين التونسي| تونس

مِنْ تُرْبَةِ الْوَقْتِ مِنْ شُبَّاكِ مَاضِينَا
اِعْشَوْشَبَ الْحَكْيُ مِرْآةَ وَ تَحْكِينَا

***

بِالْلاَمَكَانِ مَكَانٌ ظِلُّهُ زَمَنٌ
جَابَ الْمَعَاطِشَ فِي تَفْسِيرِ مَا فِينَا

***

مَجْرُوحَةٌ جَبْهَةُ الْعُشَّاقِ حَاصَرَهَا
نَزْفُ الْيَمِينِ بِدَاءِ النَّقْضِ يُؤْذِينَا

***

يَأْتِي ضَحَايَاهُ حُرَّاسٌ بِلَا حَرَسٍ
يُشَرِّدُ الرَّمْلَ وَ الْأَطْيَارَ وَالدِّينَا

***

مَضَى يُلَوِّثُ بِالدُّخَّانِ أَرْصِفَةً
نَأْوِي إِلَيْهَا إِذَا تَاهَتْ خَطَاوِينَا

***

بَيْنَ الْهُرَاءَاتِ أَشْلَاءًا لِخَارِطَةِ
تَدَاوَلَتْ مَوْتَنَا الْيَوْمِيَّ تَبْكِينَا

***

بِحُرْقَةٍ قَرَأَتْ مَاكَانَ مُكْتَهِلًا
لَيْلٌ بِطَعْمِ وَصَايَا الطِّينِ يَرْوِينَا

***

مُنْذُ اِنْهِمَارِ نُجُومِ الْإِرْثِ قَافِلَةً
حَطَّ الْقَتَامُ عَلَى أَنْفَاسِ شَاطِينَا

***

مُلَوِّثًا سِيرَةَ الْأَطْهَارِ خِطَّتُهُ
عَسَى مِنَ الْمَدِّ جَزْرٌ ثُمَّ يُقْصِينَا

***

مِنْ وَاحَةِ الْعُمْرِ أَرْوَاحٌ بِلَا عَدَدٍ
عَادَتْ تَطُوفُ بَقَايَا الْآهِ تَرْثِينَا

***

لِتَعْتَلِي مُوحِشَ الْكُثْبَانِ فِي سَفَرٍ
حَيْثُ الْمَمَاحِي فَوَانِيسُ الْمُرِيدِينَا

***

مَنْ لَوَّحُوا لِضِفَافِ الْرُّكْنِ مَوْعِدُنَا
كَفٌّ بِكَفٍّ يَرُدُّ الضِّلْعُ آمِينَا

***

يَضُمُّ أحْزَانَ تَقْوِيمٍ لِقَاطِرَةٍ
خَلْفَ الْمَدَامِعِ كَمْ زَفَّتْ جَثَامِينًا

***

لِتَكْنُسَ الرِّجْسَ مِنْ سَاحَاتِ هَيْبَتِهَا
أُمُّ الْمَوَاعِظِ ثَارَاتٌ بِأَيْدِينَا

***

شُقُوقُهَا أَبْجَدِيَّاتٌ رِوَايَتُهَا
ذِي قَبْضَةِ الصَّحْوِ مَنْ لِلشَّمْلِ حَادِينَا

***

عَامًا فَعَامًا تَلَاقَى الْحَيُّ فِي جَسَدٍ
لَبَّيْكَ اِبْنُ سِنِينِ الْوَعْيِ تُحْيِينَا

***

مِنْ مَتْحَفِ الشَّمْعِ أَحْدَاثٌ سَيَشْرَحُهَا
بِسُورَةِ الْعَوْدِ فَانُوْسٌ سَيُرْضِينَا

***

هُوَ النَّهَارُ شِتَائِيٌّ بَقِيَّتُهُ
شَمْسُ الظَّهِيرَةِ عَصْرُ الْخَتْمِ يَهْدِينَا

***

إِلَى السَّلَامِ سَلَامًا حِينَ نَبْدَأُهُ
تَلَأْلَأَ النَّجْمُ بِالتَّأْيِيدِ يَحْمِينَا

***

فِي مَشْهَدٍ “جَاءَ نَصْرُ الْلهِ” بَعْدَ “إِذَا”
أَصْدَاءُ أَرْضٍ سَتَتْلُو عَهْدَ بَارِينَا

***

“وَالْفَتْحُ”قَبْلَ”رَأَيْتَ النَّاسَ”يَوْمَئِذٍ
تَسْبِيحَةٌ عَنْ فَتِيِّ الْإِسْمِ دَاعِينَا

***

مَعْنَى يُؤَلِّفُ مَا “الْمَأْمُولُ” بُنْيَتُهُ
مَا بِالْعُيُونِ وَقَدْ لَفَّتْ مَعَانِينَا

***

لُغَةٌ لِرُؤْيَا هِيَ “الْأَفْوَاجُ” سَائِرَةٌ
فِي”يَدْخُلُونَ” أَرَى جُنْدًا مُلَبِّينَا

***

لَا إِعْوِجَاجَ بِ”وَاِسْتَغْفِرْهُ” زَاوِيَةٌ
لِلْمُسْتَقِيمِ سَبِيلُ الْوَصْلِ بَانِينَا

***

عَنْ لَحْظَةٍ”إِنَّهُ التَوَّابُ” مَبْدَؤُهَا
مَنَاسِكُ الْهَدْيِ عِقْدٌ فِي رَوَابِينَا

***

تِلْكَ الْتِي اِحْتَسَبَتْ مَا “كَانَ”مُنْتَظَرًا
أُولَى الْرَّبِيعَاتِ بَعْثًا رَيَاحِينَا

***

مَنْ كَانَ يُهْدِي إِلَى الْأَغْصَانِ قَطْرَتَهُ
سَلْسَالُ طِيبِ جَنَى فُلَّاً وَنِسْرِينَا

***

لِقِبْلَةٍ عَرْضُهَا مِنْ طُولِ هَنْدَسَةِ
تَشَكَّلَتْ مِنْ مُحِيطِ الْوَعْدِ تَسْبِينَا

***

كَيْ لَا نَرَى غَيْرَ إِيمَاضٍ يُرَاوِدُهُ
شَوْقُ الرَّحِيلَاتِ وَصْلٌ سَوْفَ يُغْنِينَا

***

فِي مَشْهَدٍ ظَلَّ يَسْتَعْصِي عَلَى نَظَرٍ
شَرِيطُهُ الصَّمْتُ لَوْ جَابَ السَّمَا حِينَا

***

لَهٌ الْعُلَا لَوْ أَتَى مَعْنَى النَّقَا وَطَنٌ
لِفِتْيَةٍ زَاوَلُوا صِدْقًا أَمَانِينَا

***

بَيْنَ الْقِيَامَاتِ بَاقَاتٌ لِأَضْرِحَةٍ
الْقَلْبُ مَحْمِلُهَا بَلْ قُلْ مَآقِينَا

***

طَوَاقِمٌ مِنْ بَرَاءَاتٍ مَرَافِئُهَا
فَجْرٌ وَ يَطْفُو وَلَاءً مِنْ مَرَاسِينَا

***

لِآخِرِ الدَّرْبِ مِشْوَارًا سَنُكْمِلُهُ
مُسْتَأْمِنِينَ بِمَنْ أَضْحَى مَسَاعِينَا

***

الْإِلْتِمَاعُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا أُفُقٌ
مَازَالَ رَغْمَ هَزِيعِ الرِّيحِ يَؤْوِينَا

***

بِخَيْمَةٍ أَهْلْهَا صُنَّاعُ أَنْسِجَةٍ
مِنْ زَهْرَةِ الْعَقْلِ مَنْ خَاطَتْ تَلَاقِينَا

***

عَنْ ثَوْرَةٍ طَرَقَتْ أَبْوَابَ مَعْرِفَةٍ
مِفْتَاحُهَا الْبِرُّ حُكْمٌ فِي تَصَافِينَا

***

مُدُنٌ بِهَا الْأَحْيَاءٌ قَاطِبَةٌ
خُضْرُ السَّنَابِلِ مَنْ زَانَتْ مَغَانِينَا

***

هُمُ الْجَمِيلُونُ طَاقَاتٌ تَنَاسُقُهَا
يَسْتَأْصِلُ الْوَرَمَ الْمَذْمُومَ يَشْفِيْنَا

***

بِدَعْوِةٍ مِنْ هُدَاةِ النَّبْعِ مَرْحَمَةٌ
مَاءٌ وَ يُنْجِبُ بِإِسْمِ اللهِ سَاقِينَا

***

مَنْ يَمْلَأُ الصُّبْحَ أَعْيَادًا أَزِقَّتُهُ
فَيَضَانُ كَأْسَنَةٍ تَرْوِي تَهَانِينَا

***

لِلْسَّائِرِينَ عَلَى دَرْبِ مَلَامِحُهُ
تَنَهُّدَاتٌ بِهَا خَاطَتْ قَوَافِينَا

***

الذِّكْرَيَاتَ حُدُوثًا صَدْرَ تَرْجَمَةٍ
عَجُزًا يَقُصُّ سُطُورًا مِنْ تَشَاكِينَا

***

كُرَّاسَةُ الْغَرَقِ الْمَقْصُودِ يَحْمِلُهَا
طِفْلٌ مَآسِيهِ بَحْرٌ إِذْ يُوَاسِينَا

***

مَاذَا يَقُولُ لِرَايَاتِ الشُّرُوقِ مَتَى
قَامَتْ تَرَاتِيلَ آذَانٍ تُصَلِّينَا

***

أَخْشَى عَلَيْكِ هُبُوبَ الرِّيحِ زَوْبَعَةٌ
مِنَ الشَّمَالِ رُعُودًا قَدْ تُصَابِينَا

***

بِالْلَاوُجُودِ وُجُودٌ دُونَ بَوْصَلَةٍ
دُونَ اِتِّجَاهٍ إِلَى الْمَجْهُولِ تَرْمِينَا

***

حَتَّى تُمَارِسَ تَمْوِيهًا سِيَاسَتُهُ
بَيْنَ الْحَوَاضِرِ النِّسْيَانُ يُنْسِينَا

***

عَلَاقَةَ الْفِكْرِ بِالْإِنْسَانِ مَسْأَلَةٌ
غَابَتْ فَغِبْنَا وَ أَمْسَى الْكَهْفُ يَطْوِينَا

***

لِنَسْتَفِيقَ عُرَاتًا وَالرَّصَاصُ غِطَاءُنَا
صِنَاعَةُ لِصِّ الْمِلْحِ تُشقينَا

***

تَبِيعُنَا الْوَهْمَ صِدْقًا لَا مَثٍيلَ لَهُ
لِنَقْبَلَ الْعَرْضَ حَلًّا لَا مُبَالِينَا

***

بِقِيمَةِ الْعَزْمِ وَزْنًا زَانَ قِيمَتُهُ
فِي نُصْرَةِ الْحَقِّ رَبُّ النَّاسِ كَافِينَا

***

أَحَدٌ وَ لَا أَحَدًا يَحْدُوهُ لَوْ أُحُدٌ
لِأَنَّهُ الْوَاحِدُ الْمَحْمُودُ يُجْزِينَا

***

هَوِيَّةً بِجَوَازٍ فِي بِدَايَتِهِ
إِنَّ النِّهَايَةَ لَا تَمْحُو مَوَاضِينَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى