للدين ربٌ يحميه

صبرى الموجى / رئيس التحرير التنفيذي لجريدة عالم الثقافة

 رغم وجود المادة 98 بالقانون المصرى والتى وقفت حجر عثرة أمام المتطاولين على الدين؛ لأنها تُحرم ازدراء العقيدة الدينية، وتُعاقب من يفعل ذلك بالحبس والغرامة، إلا أنه تخرج علينا بين الحين والآخر أصواتٌ نشاز تُخالف معلوما من الدين بالضرورة، وتسعى بليل لهدم ثوابت ومحو شرائع، جاء بها الإسلام وأمر بها نبيُنا الخاتم.

فبين حالمٍ بالشهرة، وعامل وفق أجندات خاصة خرجت علينا سلسلةٌ طويلة من المتجرئين على الدين، حالهم أشبه بوعل نطح صخرة صُلبة ليفتتها فكان جزاؤه أن كسر قرنيه، وظلت الصخرةُ شامخة كما هى !

 فإلى طابور دعاة حرية الرأى والتعبير بلا قيود، انضمت الكاتبة فاطمة ناعوت، والتى خرجت علينا منذ فترة ليست بالطويلة مُتشحة بثوب الرحمة والشفقة حيث اعتبرت أن عيد الأضحى مذبحةٌ كبرى يسفك فيها المسلمون دماء حيوانات بريئة استنادا إلى (كابوسٍ) رآه نبىُ الله إبراهيم بأنه يذبحُ ولده إسماعيل.

فأىُ رحمةٍ تلك التى تزعُمها تلك الكاتبة وهى تخالفُ شعيرة حرص عليها نبىُ الرحمة وحضَّ عليها أُمته، اقتداء بنبىّ الله إبراهيم ؟

ألم يكن أولى بمن أثنى الله على خُلقه فقال ( وإنك لعلى خلق عظيم )، ووصفه بالرحمة فى قوله ( فبما رحمة من الله لنت لهم) أن يمتنع عن ذبح تلك الحيوانات فى تلك المناسبة لو كان فى ذلك تعذيبٌ لها وإهدارٌ لكرامتها كمخلوق خلقه الله ؟

فالرحمة التى حملت لواءها ناعوت، ومن سبقها ليست برفض شعيرة بل بحُسن إتيانها، وهذا ما وضّحته السنةُ النبوية، حينما أمرت بألا تُذبح الذبيحةُ أمام أخواتها، وأن يُحدّ الذابحُ شفرته ويُريحَ ذبيحته.

فلتهدأ صاحبة مطلب الرفق بالحيوانات روعا، ولتذرف هي دموعها على تلك البهائم المسكينة التى لاحول لها ولا قوة دون أن تطالبنا بذلك.

لتكتفى هى (بطبق الصلطة، وتترك لنا الشواء واللحم).

لتعلم تلك الأديبةُ الأريبة أننا لن نأخذ ديننا إلا من نبينا، الذى وصفه الله بأنه رحمةٌ مُهداةٌ للعالمين، بل لكل المخلوقات.

أما بخصوص حرية الرأى والتعبير التى يُنادى بها المُثقفون والكتابُ بين الحين والآخر وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا، فإنها لا تعنى التحرك بغير ضوابط، والقولَ بغير قيود، وإنما لابد أن يكون القولُ والفعلُ فى إطار الشرع دون الفَكاك منه، وذلك بامتثال الأوامر واجتناب النواهى.

حريةُ التعبير لا تعنى جموحَ العقل، بل لابد من كبح جماحه بميزان الشرع، فالدينُ ليس بالعقل ولو كان الأمر كذلك لكان مسحُ الخف من أسفله أولى من أعلاه كما تعلمنا منذ نعومة أظفارنا!

إن صور الإبداع مُتعددة وآفاقَه رحبة، فلماذا يتمترس أصحابُها أمام نصوص الشرع وشرائع الإسلام، اللهم إلا لحاجةٍ فى أنفسهم وليس فى نفس يعقوب !

وإذا كان دينُنا قد كفل حرية المُعتقد، وسكت عن المخالف رغم قدرته عليه، فمن الواجب على المخالف أن يستحى، ويحتفظَ بفكره الشاذ لنفسه دون أن يُطالبنا به؛ لأننا فى بلد لن يقبل بغير الإسلام دينا، وسيُدافع عن نصوصه كدفاعه عن لحمه ودمه !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى