حين يبتسم القدر.. قصة واقعية

 

 حسني نجار | شاعر سوري 

أخيرًا أذعنتْ الأم لطلب ابنها ذي السنوات السبع بعد أن أعيتها الحيلة وعدمتْ كل وسيلة في إقناعه بطعام البيت بدلًا من وجبة البرجر من ماكدونالدز، وانفجر بالصراخ والنواح، اتصلت بوالده الذي يناوب في مستشفى الجيمي حيث يعمل ممرضًا، وشكتْ إليه حال ابنهما وطلبه شبه المستحيل في هذه الساعة المتأخرة من الليل، فأجابها: تصرفي، أنا مشغول، لدينا حالة إسعافية ولا وقت لديّ لمثل هذه التّرّهات.. أغلقتْ الهاتف وعادت إلى ولدها تحاول ترغيبه بأطعمة البيت التي يفضّلها: كورن فليكس بالحليب، لفافة نوتيلا، توست بزبدة الفول السوداني، بيض مسلوق، نقانق… رفض كل هذه العروض بإصرار غير مسبوق، حاولت إقناعه بطلب البرجر من الكافيتريا المجاورة، علا صراخه وأجهش بالبكاء، يريدها من ماكدونالدز تحديدًا، فكرت بمعاودة الاتصال بزوجها، ولكنها خافت أن ينفجر في وجهها هو الآخر، وأخيرًا رضخت لطلب ولدها مرغمة أمام إصراره  وصراخه المتصاعد، واستقلّا سيارة الأجرة إلى حيث يريد، وحصل أخيراً على وجبته المفضلة ومعها لعبة صغيرة وقسيمة سحب، تناول البرجر بنهم، بينما ملأتْ الأم قسيمة السحب باسم زوجها ورقم هاتفه، وألقتها في الصندوق متأففة وعادا أدراجهما إلى البيت.

    في صباح اليوم التالي، رنّ هاتف الزوج: (مبروك ربحتَ معنا الجائزة الكبرى من مطاعم ماكدونالدز، سيارة جيب شيروكي)…..

يا لابتسامة الأقدار….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى