ضاع أم مات
سليمان أحمد العوجي / سوريا
كان
سيفاً يشهرهُ كلما خرجَ الباطلُ لتفقدِ أحوالَ الرعيةِ
فلا تُعَفِرُهُ الهزائمُ ولا تخذلهُ
مجالسُ الشركِ..
عكازاً يتوكأُ عليه
فلايتعثرُ ولا يَهِنُ…
كلما تَرَنَّمَ بنشيدٍ
اعتلينا صهوةَ النشوةِ
وقدمنا قرابينَ الآهِ
حتى ترضى آلهةُ الشجنِ
ياالله كمْ كان رخيماً
إنهُ ( صوتهُ) الذي ضاعَ أيها السادة…
هل نسيهُ في الحافلةِ التي تنقلُ الأمواتَ إلى أشغالهم؟!!
لا.. لا.. لا أعتقد
الأموات لايحملونَ الممنوعات…
أتراهُ فقدهُ حينَ كانَ يؤازرُ
أرملةً في الصراخِ على بابِ السلطان…؟!!
أتراه قضى تحتَ حوافرِ الطوابير…؟!!
أو ضاعَ في حديقةِ البيتِ
حينَ كانَ يزرعُ الأعذارَ الهزيلةَ للحرائقِ الكبرى في غاباتِ دمهِ..؟!!
لا.. لا.. لا أظنُ
ربما لم يتحملْ مخدرَ الوعودِ فماتَ بخطأٍ طبي..
ربما تهشمتْ عظامهُ حين هوى من الطابقِ العلوي للهتاف..
أو بقي عالقاً بسورِ التسويفِ الشائكِ..
على ذمةِ جاري: أنه عُثِرَ عليهِ ميتاً في زاويةِ صندوقٍ انتخابي متأبطاً حقيبةَ أمانيهِ وهوَ بكاملِ أناقتهِ الديمقراطيةِ..
( كيفَ أصدقُ الخبرَ)
وابنتي/ المولعةُ ببرنامجِ الشرطة/ شاهدتْ لصاً ببدلةٍ رسميةٍ وربطةِ عنقٍ
يعترفُ أنهُ صرفهُ على ملذاتهِ الشخصيةِ وهو
( ندمان سيدي) …
كل الحكايا عنهُ لم تبلغْ سنَ الرشدِ…
بالأمسِ زلتْ قدمهُ وتعثرَ بشعارٍ وطني مفخخٍ
كُسِرَ خاطرهُ من الفخذِ
وصارَ أعرجَ الحلمِ..
آخرُ أخبارهِ:
هو اليوم بلا صوت
كلما عوى الليلُ يرمي لهُ بصرةٍ من الأنين..
قولوا لي :
من سيرفعُ لكم آذان الفجرِ؟!
من سينادي عليكم إذا ماداهمَ ذئبٌ قطيعَ طمأنينتكم؟!!!!.