زوجة أخي (1)

شرين خليل | مصر

اللوحة للفنان باسيل دي لوس

أنا الإبن الأصغر ولكني الأقرب؛ الأقرب للجميع أحب إخوتي جدا، فنحن أسرة مترابطة وستظل مترابطة مهما حدث بيننا ومهما واجهنا من خلافات ومشاكل سنبقي معا الي الأبد .
كنا صغار عندما توفي والدي وتركنا أطفال ،ثلاثة من الأولاد وبنت وحيدة. أتذكر ذلك اليوم المؤلم عندما عاد أبي من العمل وقال لأمي أنه يشعر ببعض التعب وحاولت أمي أن تقنعه بالذهاب إلي الطبيب ولكنه رفض ودخل غرفته ليستريح ولم يمض إلا وقت قليل حتي سمعنا أمي وهي تبكي بشدة وذهب أخي الكبير وأحضر الطبيب ليخبرنا أن أبي قد فارقت روحه الحياة…… جلسنا نبكي ونتخيل الحياة بدون أبي فلقد كان أبي عطوفا جدا فأنا دوما أتذكره عندما يأتي من العمل ومعه كل الأشياء التي نحبها ،وأتذكره عندما كان يجلس معنا في الليل ليحكي لنا بعض القصص التي لم أفهم معناها إلا عندما كبرت فكلها كانت قصص تحمل في معناها حكم وعبر حتي نستطيع أن نتحمل مصاعب الحياة كان دائما يزرع الرجولة بداخلنا ويحثنا علي الترابط والحب وأننا لابد أن نكون يد واحدة.

تولت أمي المسؤلية هي وأخي الكبير وعلي الرغم من إنه كان في المرحلة الإعدادية لكنه كان رجلا منذ الطفولة
قام أخي بالإهتمام بنا ورعايتنا .كان بمثابة الأخ والأب… يعمل ليل نهار ويدرس في نفس الوقت حافظ علي كل أملاك أبي ومحلاته وأصبح معروفا ومشهورا وكانت أمي بجانبة سعيدة جدا بنجاحه وكانت دائما تطلب منه أن يستقر ويتزوج ولكنه كان يرفض بسبب أنه يريد أن يطمئن علينا أولا .
وبالفعل تزوجنا جميعا ولكن أختي لم توفق في زواجها فهي كانت مدلله جدا وكان أخي دائما يتعاطف معها لإنها البنت الوحيدة وأيضا الصغيرة التي حرمت من الأب وهي في سن صغير جدا
إنفصلت أختي ومعها طفلة وعاشت مع أمي وكان أخي يرعاها هي وإبنتها رعاية كاملة
وفي يوم جمعتنا أمي وطلبت منا أن نقف جانبها ونؤيدها الرأي وهو إقناع أخي أن يتزوج فلقد مر العمر وهي تريد أن تفرح به وتري أحفادها منه
وبالفعل تجمعنا وأقنعناه وبدأنا بالبحث عن العروسة ووجدنا فتاة غاية في الجمال والأدب والهدوء ومن عائلة طيبة ووافقوا بمجرد أن عرفوا بإن أخي هو العريس فهو معروف برجولته ودماثة أخلاقه و مثال للرجولة والأخلاق وأيضا رجل أعمال ناجح
كان سعيدا للغاية وبدأ مشواره في الإستعداد للزفاف وكل طلبات العروسة تنفذ في الحال ..
وكانت ليلة الزفاف كأنها ليلة من ألف ليلة وليلة
الكل كان سعيد فأخي يستحق كل هذه السعادة فلقد تعب من أجلنا وضحي وأكمل رسالته معنا علي أكمل وجه
سافر هو وزوجته وعاد بعد إسبوعين.. وكانت شقته بجوار شقة أمي ولكن زوجته رفضت أن تقيم في شقتها وأصرت أن تجلس مع أمي وأختي في نفس الشقة وبالفعل تم ذلك ..
كنت متعجبا جدا من هذا القرار ولكن من الممكن أن يكون السبب هو أنها وجدت في أمي الطيبة والحنان
فلقد كانت أمي سعيدة جدا بهذا القرار وكانت تحاول إرضاء زوجة أخي بشتي الطرق و تدللها كأنها إبنتها .
الكل أيضا يدللها ويرضيها من أجل إرضاء أخي ولكنها بدأت تتغير مع الجميع أصبحت شخصية كسولة حتي في كلامها معنا ومغرورة في تصرفاتها وبدأ أخي أيضا يبتعد ويتغير في معاملته مع الجميع حتي مع أمي
ومن هنا بدأت المشاكل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى