أدب

أيا أشباه الرجال

شعر: محمد القاضي | مصر

على أنقاض يأسك لا تبالي
بما نزح السواد على الليالي

ونائحة تسوق الأرض نعشا
لأحلام بعيدات المنال

غفوت وما غفوت على أثير
تراقص بين نسمات الشمال

غفوت على ضمير خر ميتا
وقلب من ضياء الله خالي

وحقك أن يدك الكون دكا
ويعصف بالسهول وبالجبال

ويلقى شر خلق الله يوما
عبوس الوجه واليد والنزال

ولو رجلا قصدت لشق أرضا
وألقى بالوبال على الوبال

وصك لصوتك المبحوح دهرا
ودك لدمعك المهدور عالي

ولكن قد قصدت ديار عهر
سليبات المروءة والرجال

وعند الله خير من دناهم
قلوب سابحات في الجمال

وكف محمد يحنو عليها
ويسقيها من الورد الزلال

إذا ما قمت بين يدي كريم
عظيم الشان مكتمل الجلال

فقل يارب إن القوم جاعوا
وقومي يفزعون إلى الجدال

فقل يارب إن القوم راعوا
وقومي يهزءون من اختلالي

فقل يارب إن القوم ضاعوا
وقومي يعجزون عن السؤال

فقل يارب إن القوم باعوا
وتلك وضاعة فوق احتمالي

ألا يا طيب الأنفاس خبأ
بكاءك دمعك المهدور غالي

بكاؤك يا صغيري ليس يجدي
فقومك كالحجارة والبغال

إلى الله العظيم سلكت دربا
فمرحى بالرحيل وبالرحال

فما يُبكى عليك وكيف يُبكى
على ناج يفر من الضلال

ويرفض أن يعاقر كأس قوم
رضوا ضرب الرجولة بالنعال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى