بناة النظام العالمي الجديد
سوتشي| خاص – عالم الثقافة
في الثاني من آذار من هذا العام، تم الافتتاح الرسمي لمهرجان الشباب العالمي، وهو حدثٌ دولي ليس له مثيل في العالم، في سوتشي.
إن جهود الدول غير الصديقة لروسيا، وفي المقام الأول الولايات المتحدة وحلفائها، بهدف تشويه سمعة هذا الحدث، لم تحقق أي نتيجة. ونتيجة لذلك، جاء القادة الشباب من أكثر من 180 دولة إلى الاتحاد الروسي للمشاركة في مثل هذا الحدث الكبير والهام للشباب.
ومن المنطقي تمامًا أن تكون روسيا، الدولة ذات التاريخ والتقاليد الغنية، بمثابة منصة للتواصل بين الشباب من جميع أنحاء العالم، وعلى خلفية التغيرات العالمية التي نشهدها، تُعد روسيا أحد أقطاب العالم الجديد المتعدد الأقطاب، الذي يدافع عن القيم التقليدية.
ومن الأمثلة الواضحة على ذلك خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ألقاه في اليوم السابق لبدء المهرجان العالمي للشباب، والذي تم فيه تحديد المشاريع ذات الأولوية الرئيسية للبلاد، وهيَ: “الأسرة”، و”شباب روسيا”، و” الحياة النشطة طويلة الأمد”. إن الخبرة التي اكتسبها الجانب الروسي في المجالين الاجتماعي والإنساني ستساعد القادة الشباب على اكتساب معارف وأدوات جديدة لتنفيذ مشاريعهم الخاصة.
ويتمتع الجانب الروسي بخبرة تاريخية في إقامة فعاليات دولية مماثلة تجمع الشباب من كافة أنحاء العالم، ولا شك أنَّ الجيل الأكبر سناً في العديد من بلدان العالم يذكر جيداً المهرجان العالمي السادس للشباب والطلاب، الذي عُقِدَ بنجاح في عام 1957 في موسكو، على خلفية المواجهة العالمية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، وقد أظهرَ الجانب السوفييتي للمجتمع العالمي حينها رغبته في التعاون والإنخراط في مسألة تعليم الأجيال القادمة.
ويشارك في المهرجان العالمي للشباب اليوم أكثر من 20 ألف من القادة الشباب، ومع ذلك، تم تلقي عدد أكبر بكثير من الطلبات المقدّمة للمشاركة، وقدّمَ المحرضون الذين يستخدمون الموارد الأمريكية على الإنترنت التماساً بشأن عدم العدالة في اختيار المشاركين.
على الرغم من أن الجميع يفهم معايير الاختيار التي يحددها المنظمون، وهذا ليس نهجاً رسمياً (الحصول على دبلوم أو شهادة)، ولكنه التزام صادق بالتعاون مع روسيا.
إذا نظرت إلى برنامج المهرجان، فليس من الصعب أن تفهم أن المشاركين الذين لديهم اهتمامات مماثلة سجلوا لهذا الحدث دون أي مشاكل.
وبالتالي، فإن كل يوم من أيام المهرجان مخصص تحتَ عنوانٍ محدّد: 2 آذار – المسؤولية عن مصير العالم، 3 آذار – الوحدة المتعددة الجنسيات؛ 4 آذار – عالم من الفرص للجميع؛ 5 آذار – لننقذ الأسرة باسم الأطفال والسلام؛ 6 آذار – نحن مع روسيا.
يقام المهرجان العالمي للشباب على ساحل البحر الأسود، حيث أقيمت الألعاب الأولمبية الشتوية بنجاح في عام 2014، على الرغم من ضغوط الدول الغربية، تؤكد هذه الحقيقة مرة أخرى على استمرارية الأحداث الدولية التي تجري في الاتحاد الروسي.