شوق القوافي
طارق المأمون | السودان
بث القوافي الشوق يا ذواقه
و اسكب فرات الشعر من شواقه
فخر يضج و عزة زعزاعة
تأبى سكوت الشعر أو إخفاقه
في كل شأن للسمو تبرجت
واليوم تسمو بالبيان طلاقه
بان المدى في ناظريك بلاغة
و سعى البديع مبهرجا انساقه
لكن أفعال الرجال سبقنه
طبع الرجال الى العلا سباقة
ينهزن فيه عن المكارم قولة
و عن البطولة قصة شهاقة
جارى الى فوه المدافع راغب
حيث المدافع باللظى دفاقه
من ظن سعيهم إليها صادقا
جري المحب مسابقا أشواقه
أو خال بسم ثغورهم في نقعها
لمع السيوف و ضربهم إحقاقه
أو شبه الصوت العنيف بزأرة
فعل الأسود لصيدها قلاقه
اقذف كما قذف الحميم و عذ
بيانك أن يخيب وفك ثم وثاقه.
أنذرتهم و الغيب نظرة حاذق
بانت له الأحداث دون حذاقة
و السعد عبرة ناظر فيما جرى
لأخيه لا جري على ما ذاقه
و أريتهم فعل الطموح بأرض
من كان الجمال يبثها أشواقه
سبعون مملكة تهاوى عرشها
بدم يسيل و دمعة حراقة
و عدوهم تبدو نواجز مكره
و سنونه بلعابها رقراقه
هم أبصروه و ما رأوا من غيهم
تلك العيون بشرها براقة
يشري القلوب بكل رنان له
في قلب خوان يد خلاقة
أو طالب للمجد ليس يضيره
في سعيه وطن و لا إحراقه
أرواح أبطال تناظر شرها
و الخير لم يقطع لهم إطراقه
جادت بوادي العرب بالولد الذي
حمل الضغينة واليد السراقة
من كل بادية تضج بضبعها
طرد الرميمة دودها المزاقة
جاءت بهم أحلامهم من جهلها
و الجهل يقتل في الفتى أخلاقه
آجال أرواح تساق لحتفها
طبع المنايا أنها سواقة
و الموت أبشع ما يكون لسمعة
كالبدر أبشع ما يكون محاقه.
هز ابن خضراء الخدود سنانه
و السيف يقطع إن أردت لحاقه
شم الدخان كأنه من شملة
و عروسه ترنو له مشتاقة