أدب

سيدة الهودج

(ثناء ع المنعم)

عبد الحكم العلامي

خرجتٔ للتوٌّ من الخيمه
يحملها الهودجُ
في مخملٔ
يصحبها حدّٓاءُ
النوقٍ يتقدمُ حينا
أحيانا
في حينٍٍ ثانٍٍ
يتأخرٔ
تتهادى في ليلٍ البيدٍ
يضئُ بهاها
مشيتٓها
فتهمُّ إلى نيلٍ القاصيٓ
والداني منها
يتمرمرٔ
في يدها أخلاطُ يمامٍٍ
وهدايا من عشبٍٍ
الزعترٔ
ترتجفُ الأرضُ إذا همّٓت
بنزولٍٍ تلهو
أو تعبرٔ
يلتئمُ الثوبُ
كهيئتها
فيضيقُ الثوبُ
ويتعثرٔ
تبدو في هيبةٍ مشيتها
كعروسٍ النيلٍ
إلى النيلٍ
تتسامقُ فخرا
إذا تُنذرٔ
عيناها جزرُُ وقلاعُُ
وحكايا عشقٍٍ مترعةٍٍ
بالسلوى والمنٍّ
المسكرٔ
حلّٓت بالقلبٍ فأدمتٔه
فانفرطٓ بأرجاءٍ
التيه
كعقدٍٍ في الجيد
المرمرٔ
ذا وقعٍ دفوفٍٍ
وخيولٍٍ تلتئمُ
وحينا
تتبعثرٔ
فهمستُ إليها أسألها
فاحمرّٓتٔ خجلى
وتوارتٔ
تتحاشى بغيةٓ
تتستّٓرٔ
وأدارتٔ عنٍّي خديها
خداها قمرُُ في نزلٍٍ
يتشكلُ
بينا يتبلورٔ
باللهٍ عليكٍ من أنت
يا لحنا في الخيمةٍ
يبهرٔ
فأجابتٔ ما أدري كيفٓ
لكني مازلتُ
أفكرٔ
كم كان الوقتُ لأحسبُه
لا وقتٓ إذا الوقتُ
تأخرٔ
لكنّٓا كنّٓا نتوارى
من شمس الوقتٍ
إذا تُسفرٔ
نحتال إلى يومٍٍ آتٍٍ
وحديثٍٍ قد يحلو
أكثرٔ
فالخيمةُ سرُُ نكتمه :
ما نبدي نزرُُ لا يُغني
ونذيرُُ للحسدٍ
المُضٔمرٔ
تتلاقى فينا أحلامُُ
ومصائرُ أممٍٍ
وتحضُّرٔ
ماكانٓ الوقتُ ليسعفنا
لكنّٓا أدركٔنا
المعبرٔ
ماكانٓ لمثلكٍ أو مثلي
أن يبدي عذرا
أو يهجرٔ
فكلانا نسجُُ في ثوبٍٍ
لا يٓبلى يوما
أو يٓفٔتُرٔ !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى