عبد التواب يوسف واللصوص
بقلم: الكاتب الروائي خليل الجيزاوي
ارتبطت بعلاقة صداقة قوية مع الكاتب الكبير عبد التواب يوسف رائد أدب الأطفال بحكم أنّنا نشترك في الكتابة، وأنّني أسكن قريباً منه في حيّ منيل الروضة وسط القاهرة، وقد بدأت التردد على بيته للزيارة عدة مرات، بعدما تقابلت معه بإحدى المكتبات بشارع المنيل بداية عام 2000، ويومها حدثته عن أنّني ككاتب لا أزال متأثراً ومعجباً بروايته: خيال الحقل، التي كانت مقررة علينا للدراسة كقصة ضمن مادة اللغة العربية بالصف السادس الابتدائي عام 1972، وجدت السعادة تغمر وجهه، وأخبرني أن رواية: خيال الحقل، قد طبع منها أكثر من عشر مليون نسخة لتوزيعها على طلاب وزارة التربية والتعليم خلال السبعينيات، ثم زادت العلاقة خلال العشر السنوات الأخيرة، 2005 ــــ 2015 ــــ قبل وفاته رحمه الله، بدعوة كريمة منه، للتحدث في الشأن الثقافي، وأجريت معه حواراً صحفياً نشر بمجلة الرافد التي تصدر من إمارة الشارقة بالإمارات، وأعدّدت عنه ملفاً نقدياً نشر أيضاً بمجلة الرافد.
وعصر اليوم الأحد 28 أبريل 2024، وأثناء عودتي من نقابة اتحاد كُتّاب مصر، بعد رئاستي لاجتماع لجنة النشر الشهري، مرّرت بالشارع الذي كان يسكن فيه الكاتب الراحل عبد التواب يوسف وزوجته مدام لبنى، فوجدت أن اللصوص سرقوا اللوحتين النحاسيتين اللتين وضعا على باب العمارة التي كان يسكن فيها، ضمن المشروع القومي لجهاز التنسيق الحضاري، عاش هنا، والكاتب عبد التواب يوسف كان يسكن العمارة رقم 16 شارع أحمد مختار حجازي منيل الروضة القاهرة، مع زوجته ماما لبنى وأولاده: السفير هشام يوسف، والكاتب عصام يوسف، صاحب رواية: ربع جرام، والدكتورة لبنى يوسف أستاذة الأدب الانجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة، وقمت بتصوير مكان اللوحتين الخشبيتين، يمين ويسار باب العمارة المثبت عليهما اللوحتين اللتين قام جهاز التنسيق الحضاري بوزارة الثقافة بتثبيتهما على باب العمارة، رقم 16 شارع أحمد مختار حجازي منيل الروضة، لكن تم سرقة اللوحتين النحاسيتين المكتوب عليهما اسم الكاتب عبد التواب يوسف وزوجته الكاتب ماما لبنى، رئيس تحرير مجلة سمير، دار الهلال، ومرفق صورة بقايا اللوحة يمين باب العمارة، وكان مثبت عليها لوحة نحاسية مكتوب عليها اسم الكاتب عبد التواب يوسف، وصورة بقايا اللوحة يسار باب العمارة، وكان مثبت عليها لوحة نحاسية مكتوب عليها اسم الكاتبة ماما لبنى، وأناشد رئيس جهاز التنسيق الحضاري بوزارة الثقافة، بإعادة تركيب لوحتين جديدتين للكاتبين الراحلين، مع وضعهما في مكان آمن، أو التفكير في تثبيتهما بطريقة أخرى تحمي مثل هذه اللوحات من السرقة، تكريماً للرموز الأدبية والفنية المصرية الرائدة من الفنانين الراحلين مثل الفنان: إسماعيل ياسين، ولوحته المعرضة للسرقة في شارع 26 يوليو بالزمالك، والأدباء الكبار المثبتة لوحاتهم على باب العمارات، مثل لوحة الكاتب يوسف جوهر ولوحته المعرضة للسرقة في شارع وادي النيل بحيّ المعادي جنوب القاهرة.