نخلة ُبَغــــــْدادَية

محمد سمحان |شاعر أردني

أفـْـــدِي عِرَاقـِــيـَّة ً فـَتـّــــانـَـة َ الـْهُــــدُبِ
لـَمْ ألـْـقَ تـَوْأمَـهَا في الـــرُّوم ِ والـْعــرَبِ

.
عَـيْـنـــان ِكالحَـبَـَـق ِ الـْمُـخـْضـَلِّ لونـَهُـــما
سُــبْحـانَ مَـنْ زَيَّـنَ الـْعَيْـنـَيْـن ِ بالـْيَـشـَبِ

.
كحيـــلـَة َ الطـَّـرْفِ تـسْـبي النـَّاظِــرينَ اذا
راحَــت بنظـْـــرتِــها تـَرْنـُـــو لِــذي طـَلـََبِ

.
كـَأنَّ بـــــابـِلَ خـَصّتـْــتـْها بخــَمـْـــرَتِِــهَـا
مِـمَّـــا تـُعَـتـِّـــقـُهُ من سَــــالِـفِ الـْحِـــقـَبِ

.
هِـي َالعـِـــراقُ ومــا جـَــادَتْ حَـدائِــقـُـهُ
من رائِـــع ِ الـتـَّمْــر والرُّمـَّــان ِ والـْعِـنـَبِ

.
يَا (دَانـَة َالـْعُمْر ِ) لـَيْـتَ الشِّعْـرَ يَـرْفـَعُـنِي
إلى بُـــــرُوج ِ ذ َوَاتِ الــْــأصْـل ِوالـنـَّسَـبِ

.
يا مَـنْ رفعْـــتِ مَقـَـامِي فـَوْقَ أمْـنِـيــتِي
لـَمـََّا رَشَــفـْتِ رَحِيــقَ الـْحُــبِّ مِـنْ كـُتـُبـِي

.
فهَـبَّـتْ النـارُ من شِــعْــري عَـلى رَشــَـأ ٍ
أتـَى يُـفـَتـِّـشُ عَـنْ مَـرْعـــَـــاهُ فِي لـَهَـــــبي

.
قـَدْ جـِئـْتِ بالـشِّعْر حَتـَّى نـَلـْتـَقِي سَـبَـبَــأً
مَـا أرْوَعَ الـشِّـعْـرَ مِـنْ عُـذ ْر ٍ وَمِـنْ سَـبَـبِ

.
هُـوَ الـْفـَرَاشُ ِبعِـشـْق ِ الـنـُّــور ِمُـفـْْتـَتَـَنٌ
وَمَـا لـَهُ غـَيْــــرُ لـَثـْم ِ الـنـُّـــــور ِ مِـنْ أرَبِ

.
قـَلـْبِـــي سَـمَــــــاءٌ كـَــأنَّ اللهَ رّصَّـعَـــهُ
بالأنـْجُـــم ِ الـزُّهْــــر والأقـْمَـار ِ والشُّـهُــبِ

.
انــا وأنــْـت تـَلاقـَيـْــنا بـِغــُــرْبَـتـِـــــنـَا
فِــي نـَــار مُـغـْـتـَر ِبٍ يَـسْـعَى لِـمُـغـْـتـَر ِبِ

يَا نـَخـْلـَة ًمِـنْ لـَظى بَغـْـــــدادَ طالِـعَـة ً
جُــــودِي عَلـَيَّ بـِبَعْـض ِالظـِّـــلِّ وَالرُّطـَــبِ

.
يَا مَنْ نـَزَلــْْتِ عَلى رُوحِي مُعَـافِـيَـــةًُ
كـَلــُؤْلـؤْ الـطـَّــــل يُـحْـيـِي ذ َابـِلَ الـْعُـشُــبِ

.
أنـَا تـَعِـبْــتُ فـَلا أهــْْـــلٌ وَلا وَطـَـــــنٌ
هَـلـَّــــا أتـَيْـــتِ لِـكـَي أرْتــَـــاحَ مِـنْ تـَعَـبـِي

.
هَـبـِي لِـمُضْنـَاكِ مَـا أمَّـلـْـــتِـه فـَغـَــدَ ًا
يُــــودِي الـْجُـنـُـــونُ بـِهِ إنْ أنـْتِ لـَمْ تـَهَـبـِي

.
حَدِيـثـُكِ الـْخـَمْــرُ أغـْواني وَضَلـَّلـَــنِي
وَقـَبْــــلـَهُ كـُنـْتُ مَسْـكـُــونـَـًا بـِألـْــــفِ نـَبـِي

.
يَا جَارَة َ الشَّوْق ِ ناري لـَيْسَ يُطـْفِـؤُها
الا لِـقـَــــــائِـكِ يَا هَـطـَّــــــالـَة َ الـسُّـــــحُـبِ

.
نادَيتُ مَنْ فـَتـَنـَتْ رُوحِي (بـِلـَهْجَتِها)
لـَكِـنـَّـــهـَا لِـنِــــدَاءِ الــــــرُّوح ِ لـَمْ تـُجـــــــِبِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى