مقال

واكتشفت أني لست مثقفا

د. طارق حامد

حينما جهلت علي إخواني في فلسطين وافتئت عليهم وقلت أنهم باعوا أرضهم للشيطان وأنا جاهل بتاريخهم المشرف وجهادهم في سبيل الله للحفاظ علي وطنهم من اغتصابها من قبل عصابات الهاغانا الصهيونية و دفاعهم عن مقدساتنا وتقديمهم مليون شهيد كما في كفاح الشعب الجزائري ضد الفرنساوية الصليبيين ،
واكتشفت أني لست مثقفا حينما اعتقدت أنهم دخلوا حربا غير متكافئة فجروا علي شعبهم ويلات وويلات وأودوا بهم في أتون القتل و هدم بيوتهم وتهجيرهم من وطنهم وما علمت أن مقاييس النصر وأسبابه ليست بشرية بحتة ولكن النصر من عند الله و كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والنصر ليس بكثرة العدد والعدة وإنما النصر مع الصبر و الأخذ بالأسباب ثم إيكال الأمر كله لله العزيز الحكيم ،
و علمت أني لست مثقفا حينما نظرت لانتصار السابع من أكتوبر أنه ليس نصرا و إنما عنترية مقيتة وإنما هو نصر حقيقي مؤيد بتوفيق الله للمجاهدين الذين أرغموا أنف العدو في التراب وفضحوه و أظهروا مدي ضعفه وخواره من الداخل ووجدناهم أحرص الناس علي حياة وكذلك بدت سوأة الحضارة الغربية المجردة من القيم الإنسانية والأخلاق و طفقوا يخصفون عليهم بعد تعريتهم من ورق الحضارة المزعومة
وعلمت أني لست مثقفا
حينما وقفت موقف المحايد أحيانا والضاغط علي جراحهم أحيانا كثيرة وغلق كل مسارات التي تخفف عنهم و تداوي جراحاتهم وتطعمهم من جوع و تؤمنهم من خوف وهم صامدون في وجه العالم البربري كالشم الرواسي وكانوا بمثابة حوائط صد لنا عن الأرض والعرض والتوسعية الهمجية للصهاينة لتحقيق مخططهم الكيان من النيل إلي الفرات .
وعلمت أني لست مثقفا
حينما صمت صمتا كئيبا مخز وفاضح عن نشر قضيتنا العقدية ولم أناصر القضية حتي ولو بالتعاطف والدعاء والتوحد الشعوري مع إخواننا وشعبنا الفلسطيني النازف بالدماء و بالعزة و الكرامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى