تسبيح للشاعر هلال السيابي

الشيخ هلال السيابي |مسقط

ربٌاه ان ملأ الغواء سفيني

وغرقت في بحر الهوى والهون

ورنا الدجى واستحكمت طبقاته

وعمت عن النهج المنير عيوني

وهوت بي الأمواج في ظلماتها

ربي. ولم يك لي  هدى ” ذي النون “

لم أبصر الدرب السويٌ مهوماً

لتوهمي وترددي وشجوني

واري الزناد بغير هدي واضح

لمسيرتي والدرب غير أمين

أسري به والدهر يدفع بي إلى

غلوائه في عارم مشحون

حتى افقت وللغواية بيرق

مما أعانيه من التخمين

لاحت لعيني المرديات إلى الردى

وجرت على وقع الشؤون شؤوني

وسهرت مستعر الجوانح والحشا

مما أقارف من أذى التلوين

فأنا وحقك يا إلهي عائذ

بالفضل لا بفضائل تنجيني

لم أقترف شركا وتغفر كلما

من دونه يا سيدي ومعيني

فاغفر لعبدك إنني العبد الذي

قد جئت أطلب منك محو ديوني

هومت في السبل المقيتة سادرا

يا سيدي وعلقت تحت الطين

لم يبق نهج سيئ لم آته

حتى تمرغ بالرغام جبيني

حتى اذا ما العمر ولى وانقضى

وغدوت يا مولاي  بالسبعين

أدركت إن لم تنتشلني نفحة

اني ساربح صفقة المغبون

لكن علقت ” برحمتي غلبت لظى

غضبي ” فبان الدرب جد متين !

آه على العمر الطويل قضيته

لا أستجيب وخالقي يدعوني !!

أهوى البطالة وهي داء قاتل

أبدا،  وأرفض كل غير الهون

وأسير ، والأيام تجري سرٌعا

والصاعقات بيسرة ويمين

وإذا مررت على المقابر لم أخف

وكأنها جعلت لمن هم دوني  !

وكأنما كتب الحمام على الورى

إلا أنا فالموت ليس يليني

آوي إلى جبل الجهالة غرة

رباه يا رب السموات العلى

ومعيد ما في الكون من تكوين

أدرك عبيدك فالمآثم أخلقت

صفحاته وبدا بسوء جبين

وغدا من الأرزاء ثوبا باليا

بعد الأناقة، ياله من هون !!

من لي إذا ما الأمر قد بلغ المدى

وأتيت بين زخارف وظنون؟!!

وعريت من أمري وشم منازلي

وتهدمت بعد السمو حصوني

والناس بين موفق عال المدى

يا سيدي ومصفد وسجين

هذا يمور الحزن في جنباته

ذلا،  وذلك بين حور عين

فهناك تتضح الأمور جلية

ما بين مفترق الهوى والدين !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى