أدب

يا أمتي

مهداة للأمة العربية جمعاء من المحيط إلى الخليج

هلال السيابي|شاعر عُماني ودبلوماسي سابق

ما بالُ أفقكِ لا شمسُُ ولاقَمَر
-يا أمتٌّي- أتُرى قد شابَهُ الكِبَر!

***

أم زُلزِلت سَاحتَاهُ، وهوَ من ألقٍٍ
كأنما رصٌَعتَه الأنجمُ الزٌُهر

***

فما بهِ، والضٌُحى تعلو بِمَفرِقِه
قد بات كاللٌَيلِ، حينَ اللٌَيلُ يعتكر

***

داجي المرائي، على أنٌَ الظَْلامَ يَدٌُ
عسراءٌ،والمجتلى من حولها عسر

***

لا ينجلي اللٌَيلُ إلا ريثَ يعقبُه
زحفُ الأعاصير، لا تبقي ولا تذر

***

والقابضونَ على جمر العروبة لا
تهولهم ناره، لو أنها سقر

***

فماتزال أياديهم بقبضتها
على الزناد، ونار الخطب تستعر

***

تساور الخطب بعد الخطب في عنت
عن المواطن، والأهوال تشتجر

***

ولا تواجه إلا ما أبوٌُتها
قد واجهته، فمنصور ومنتصر

***

حز الحديد بها حتى لو انكسرت
لما عراها به جرح ولا أثر

***

ليبلو الله منهم صفوة نذرت
أرواحها لو تعالت حولها النذر!

***

من كل أبلج سامي الطرف ذي صَيَدٍ
لا يطٌَبِي قلبه خوف ولا خطر

***

في فِتيَةٍ كأسود الغيل من أنف
تهوى اكفٌَهم الهنديٌَةُ البتُر

***

ما إن رأت غير ما أوحى الجلال به
وما أتتها به الآيات و السور

***

وما استكانت ولا فُلٌَت أسنٌَتُها
لأنها بانتصار  الله تنتصر !!

***

يا أمة أفلتت منها العصور، وكم
زهَت وغنٌَت على إيقاعِها العُصُر

***

تَفَنَْنَ الغربُ في تحطيمِها فغدَت
جرحاً يغور لماماً، ريثَ ينفَجِر

***

باريس تغمز من عرنين عزتها
ولندن يتولى كبرَها الكِبَر

***

وآلُ واشنطنٍ كلٌُ اهتمامِهمُ
دعم المجازر لو ضجٌَت بها الجزُر

***

والكون من خلفهم يجري لمقتله
كمثلما تفعل الأغنام والبقر !

***

ويحَ العروبةِ كم عضٌَ الحديدُ بها
وحزٌَ من جانبيها النٌَاب والظٌُفًر

***

وكم بأيمَانِها طَوقُُ تغلٌُ به
وكم بها طوٌَحَ المُستَعمِر الأشِر

***

وكم ترامى على عِرنينِ بَيضَتِها
طاغٍ يكاد له التٌَاريخ ينفطِر!

***

وكم على هامِها من ذي غوى وهوى
ذئبُُ يجوسُ خلالَ الدَْارِ أو نَمِر

***

سَل مقلَتَيها وأيم الله هل عرفا
غمضاً، وكيف و نار الحقد تستعر!

***

ياليتَ شِعري وللجُلٌَى ضراوتُها
حتٌَامَ يُملي عليها الحاقد القذر!

***

إذا شَكَت “ليبيا” أنٌَت لحرقتِها
“بالرافدين” ديارُُ طمٌَها الشٌَرر

***

وزُلزلَت “جِلٌَق الفَيحاءُ” فانصهرت
على “الفراتين” من تاريخها السير

***

وقبل ذلك”أرض الزاب” قد شهدت
من الفظائع مالم يشهد البشر

***

قرن ونصف وللأهوال زمجرة
على “الجزائر” والمحتَلٌُ يستَعِر

***

واليومَ في”غزة “الشماء نهرُ دمٍ
يا ليتَ شعري ألَمٌَا ينعِنا النٌَهَر!

***

٣فيا صَباحَاهُ، والارزاءُ جاثِمةُُ
أين العوالي وأين الشُزٌَب الضٌُمُر

***

وأينَ من آلِ قحطانِِ غطارفةُُ
وأين للملتقى عدنان أو مُضَر

***

أين الصٌَناديدُ من مَعدٍ ومن يَمَنٍ
أين الأشِدٌَاء في البأساءِ والصٌُبُر!

***

أين البهاليل من آسادِ أمٌَتِنا
أين الأجلٌَة، إنٌَ المجد ينتحر!

***

الله أكبرُ تبكي “القدسُ” من أسفٍ
اذا استجاشت بها جاراتُها الأُخَر

***

تشكو وما بديار العرب “معتصمُُ ”
وإن جرى الدم حتى فاضت الجدر!

***

وفي” الخليل” وفي “حيفا” وجارتِها
يُهراقُ مجدُُ ، ولا يرثي له بشر

***

إذا جرى دمع”يافا” صَفٌَقَت جذلاً
له العواصم، فالدنيا لمن غدروا!

***

فاسئل “بنابُلسٍ” عن معشَرٍ أنُفٍ
وسل ذرى “صَفَدٍ” عمن بها انتحروا

***

هذي المعالمُ كم تَروي لزائرِها
ما لم يُخبٌّر به من قبلها خبَر!

***

أبناء لندن كم كم هدوا قواعدها
وآل باريز كم أعماهم البطر !

***

قد قسٌَمُوها إماراتٍ مزيٌَفَةً
تَظلٌُ دوماً بما تُمليهِ تأتمر

***

وليسَ من وطرٍ إلا تناحرُها
على الفُتَاتِ فبئسَ القومُ والوَطَر

***

من حدٌّ مرَْاكُشِ الحمراءْ إلى عَدَنٍ
جاشت أروبا، وما أدراك ما القدر!

***

فسائلِ الأرضَ يخبرك الأديمُ بها
إن لم تنبئك عن تاريخها السير

***

أبناء غزة حيٌَا الله أوجهكم
وباركت زحفكم يا سادتي العُصُر

***

كتبتمُ لجَبينِِ الدٌَهرملحمةً
لسوف دوما مدى التاريخ تَشتَهر!

***

وبِتٌُمُ خبرَ الأخبار ليس لكم
ندٌُُ، وسطرتمُ ما ليس يستطر

***

يا أمة العرب من بدو ومن حضر
هيا فقد لاح نصر ظل ينتظر

***

من قبل سبعين عاما واليهود على
صدوركم ليضيق الورد والصدر

***

سبعون عاما شربتم كأس ذلتها
وكلكم قِطَعُُ للهول أو كِسَر

***

سبعون عاما وفي الأيام معذرة
للناهضين فأين البدو والحضر

***

أين الألى صنعوا التاريخ من قدم
وأين حيدرة الكرار أو عمر

***

أليس يا آل خير الخلق من أسد
يحمي العرين فقد دوٌَى بنا الخطر

***

هبوا جميعا رعى الجبار جمعكمُ
إن كان فيكم لدين الله منتصر !

٥ من محرم ١٤٤٦ هجرية – 11 من  يوليو ٢٠٢٤ م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى