ذئاب عذبة لبرية الكلمات

فتحي مهذب | تونس

مضطر لارتكاب مجزرة

مسلحا بأظافر اللاجدوى

لخنق برتقالة النوم.

وجلب مزيد من الذئاب العذبة

لبرية الكلمات.

مضطر لأحمل النهر المتجمد

على كتفي المتشققتين.

وأقذف المتصوفة بسهام الهنود الحمر

قبل طلوع الفجر من غصون الملائكة.

***

مثلما تبكي النوافذ في الليل

ترفرف دموع الأرملة.

قارب المخيال مليء بالرهائن.

أينع قناص واختفى في كثافة الإشارة.

أثمرت سيارة الإسعاف في حديقة رأسي.

أورقت شجرات المرضى.

إكتفيت بطعن الوراء.

ونقض غيمة الماليخوليا.

الله في بيتي يطارد غيمتي العاطفية.

آه ينابيعك ملآى بقناديل البحر.

سردك ناضج مثل مشمشتين على صدرك الجبلي.

***

مضطر لأبيع العالم بثمن بخس.

بعد قتل الأميرة بسم الكوبرا.

وإلقاء خاتمها في ظلمات المحيط.

مضطر لاعتقال سكان رأسي

وجرهم إلى مرتفعات التأويل.

ليذرفوا مكعبات الضوء.

ويضيئوا عتبات الحقول.

مضطر لهجرة طويلة ريثما يعود الله إلى المعنى.

على جواد المخيلة.

ريثما ينضج لوز البراهين في الأكمة .

ريثما ينضج القراصنة في اليم.

وتؤتي المراكب أكلها بغتة.

***

مثل ملاكم ضرير

أصفع النهار الذي يأكل سرد المسن

بفم أدرد.

أراوغ القتلة لأنقذ فراشة المخيلة.

أفتح النار على حيتان المشركين.

قبل سقوط الباص في اللاجدوى.

ماذا تخفي أيتها المحسوسات

في معطفك البني؟.

التوابيت عصافير تمطر باستمرار.

وهدايا حفار القبور لا تقدر بثمن. نحن سكارى آخر الليل.

نرعى شياه اللاوعي مستمسكين بعروة الجاذبية.

كلما سقط نيزك في البئر

قلنا وداعا للأحبة النائمين.

بيتنا إجاصة من القلق المعرفي.

والمصباح الوحيد بيد المتوج بالخراب.

***

الشمس تطير ويركبها الفارس

الأرتدوكسي.

يلعب بها القساوسة في الكنيسة

وفي المساء يصلبونها

على قرميد الأفق.

شمسي في المعتقل.

يضربها الجواسيس بالكرباج.

تعوي بكدمات زرقاء

لم يبال الله بموتها اليومي

العابرون مصابيح منطفئة.

المسيح تجمد في القلعة المهجورة.

إكتفى المصلون بالدعاء

خارج النص.

صليبي على ظهري.

أغرد مقلوبا على رأسي.

فمي أقحوانة حزينة.

وعيناي مطر خالص.

تتبعني جوقة خفافيش.

موسيقيون يدفعون عربات النهار بإيقاع عبثي.

إكتفيت بطرد البرابرة من شرفة صدري.

لأستفرد بنصيبي من الهذيان.

وأدل الرواة على جثتي.

***

النهار سخرية طويلة الأظافر.

مسرحية كتبها الله في قاع الجحيم.

الممثلون مدججون بأقنعة كثيفة.

القتلة يدحضون ديكور الجنازة.

الموت لص بقرون معقوفة.

يستقبل الجرحى بحس فكاهي.

لذلك أضحك بغزارة.

أكلم شجرة مسنة لنسيان فداحة الصلب.

ساخرا من المارة النائمين.

من صداقة اللاشيء.

***

الناس بذيئون للغاية.

مثل نهار الأعمى.

أنا مشمس وهم مظلمون

القحبة (ماري)

خدعت رسولا في مفترق قوس قزح.

نصبت فخا في قاع الكلمات.

واختفت وراء غيمة الأمس.

القحبة (ماري)

أخفت قطارا بين نهديها

لتطارد أصابع عشرا من الكبريت الخالص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى