بابٌ وراءَ الصيف

أجود مجبل-شاعر عراقي

يوماً
مررتِ على صوتي مرفرفةً
وأنجُمُ العمرِ مُلقاةٌ بلا ألَقِ

ناديتُ :
مُدّي يديكِ الغيمتينِ إلى مَعنايَ
واقترحي شيئاً على الأفُقِ

وأطلِقي صوتَكِ البرِّيَّ
في جسدي
كي تُنقذي الطينَ مِنْ تأريخِهِ النزِقِ

أيامَ أفتتحُ المنفى بأغنيةٍ
وأستجيرُ بماءٍ فيهِ محترقِ

غداً سنفترِضُ الأيامً أشرعةً بيضاً
ونفتحُ شُبّاكاً على الشفقِ

فقلتِ لي
: إنَّ حزنَ الريحِ موعدُنا
وبيتُنا خلْفَ أكداسٍ مِن الغسقِ

لا ظِلَّ للوقتِ حتى نستريحَ به
ولا طريقَ لنا إلاّ لمُفترَقِ
********

صديقتي ،
كُلُّ ما في الأرضِ مُنتظِرٌ
أولى خُطاكِ
وهذا البابُ في أرَقِ

يا أنتِ ،
يا كُلَّ هذا الوردِ محتفِلاً
بما يَضيعُ مِنَ الأعوامِ في الطرُقِ

لو التقينا قُبيلَ الرملِ
لو تَرَكَتْ لنا المساءاتُ
وعداً غَيْرَ مُنْهرِقِ

إذنْ لَكُنّا مَزيجاً يا مُقَدَّستي
مِنَ الشواطئِ
والأعماقِ
والغَرَقِ

********

حبيبتي ،
لا تَظُنِّي الشمعَ يحرُسُنا بدمعِه
وبغَيرِ الليلِ لا تَثِقي

أموتُ في فَمِكِ المشبوبِ أسئلةً
كأنَّهُ شمعةٌ في آخِرِ النفقِ

أنا وظِلّي افترَقنا
مُنذُ أزمنةٍ
ثُمَّ التقَينا على إيمائكِ الغَدِقِ

فنامَ في شفتيكِ اسمي
يُراودُه حُلْمُ الفراشاتِ
بالأزهارِ والعبَقِ

فلْتَغْفِري لِيَ عُمْراً لمْ أجِدْكِ بِه
وحُزْنَ بابٍ
وراءَ الصيفِ مُنغلِقِ

الآنَ أستدرِجُ الأشجارَ
أسألُها
عن الغصونِ التي تلتفُّ بالحُرَقِ

وعنْ أغانٍ
بِطِينِ القلبِ عالقةٍ
وعن نوافذَ خلفَ الريحِ والقلقِ

الآنَ أرتابُ بالماضي
فأشطُبُه
وأبْتَني زمناً طفلاً على الوَرَقِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى