سنة أولى موتٌ.. ( إلى سرى )

زهير بردى | شاعر عراقي كبير

أعرفُ أنّ الضريحَ
يتمزّقُ في الطينِ
وينهضُ من جسدِ الموت،
وإنّ الضوءَحفيفُ كلام شفتيك
وأنّ الماءَ دمعٌ منّي اليك٠
يغسلُ بلمسِ يديك طبع الورد ومنفى يبصر ،
يسرف ُ ببوحٍ بسيط
وأنّ الصلصالَ عسلَ قربانٍ صار بين أصابعك الحرير٠
أعرفُ أنّكِ لا تقدرينَ الرجوعَ ثانيةً الآن
لكنّي كما غودو سانتظرُ العنقاءَ،
لأجدّد َموسيقى خضراء
وأجلس جنبَ محار،
أكتب من لوعةِ نبو
الهواءَمرثيّةً بفمِ فنجان القهوة٠ وأتقدّم مشيعين يقودونَ بسخاءٍ مثير ٍطقوسا ثريّة ًمن صمتٍ صاخبٍ٠
كنتِ أنتِ صوته
وعلى ما يبدو متمرّدا لا يسرّه أن يراك ِهناك بأيّامك ولا تبصرينَ الحياةَ من بينَ ثقوب اللحد ،
ما كنتُ مع بعضي
كنتُ أتشظّى في المقبرةِ
أرسل جسدي في رتبةِ بكاء
وفي رتبة ِقدّيس
أنزل الى ظلام ِقبرك القدّيس
اتامّل عددَ أيّام الليل وقد أزعجتكِ ضجراً
لم أقلْ أكثر َمن عواءِ الضوء
في شفتي قمر
يطلعُ من اشتباك نبضي بأصابعك الحرير،
يندبُ بخت نبوءة ِخلق
توشوشُ بين يديك
فيطفرُحتّى من عينِ التمثالِ الدمعُ عليك٠
وكثيرا ما أكتبُ في سبع ِعيون الباب التي تغار من مدينة الورد تأتي، لتمضي القراءة في دقات نبضك وتقلّبُ اوراق طلاسمك الفراسة وتحلق في حكمتها الرافدينية ٠
وتتمرّد على النحل
وقربَ غرفتك الملأى بضجيجِ أشياءك،
أتنصّتُ الى أبجديّةٍ اخترعتِ لها نصوصاً ٠
أكتبُ كما يكتبُ صوفيّ
حكمةَ أصابعك الملائكة بقراءةِ ترتيل ربّاني،
في جوقة ِمكان
تطيرُ من وكرهِ الحماماتُ،
ومن زيقِ الفجرِ
ولكي أتجرّا أكثر
أقذفُ حجارةً بوجهِ السماءِ كطفل ضجٍرٍ لا يفقه ُ،
فيغمرك بسربِ همس
يسيلُ من قلب ِسماء ٠
أتنصّتُ
لأتالّمَ لحظة حياة
احيا في الموت
فلا أقوى على حملي
رغمَ تجاعيد يدي
وخرسِ فمي،
منتظرا ًأن تنبيءَ
سرباً من الابتساماتِ
من باب ِالسرداب
الى تمثال ِالعذراء٩
لأصلّي قرب ضريحك
فامرُ بصحبة ِالحمامات اليك،
أفتح أبوابَ النجوم
وأضعُ الضوءَ والخبزَ والطين َفي محجر عينيك٠
فتعالي
يتسرّبُ منك وقوفي أمامك شمعاً يتكدّسُ في رحابِ الفصح،
في ميلاد سنة أولى موت
يكتب ُفي كعكةِ الخلق
بسهولةِ هواء ٍ ،ويتكلّم بيدينِ من ماءٍ
ونبضٍ من رهطِ ملائكةٍ
٠٠٠٠٠٠
سرى لستُ مرهقا لأوّل مرّةٍ أشعر أني وحدي
رغمَ أنّي لم أكنْ وحدي
ولم ينتابني مسّ
و سأبقى وحدي
لأنّ من كانت تشغلُ وحدي
تركتني وحدي
٠٠٠٠٠
اتركوا صورتهاالتي تحملون
قرب َالقبر
لعلّهاتخرجُ
وتتعرّفُ الى نفسِها قبلَ الموت
٠٠٠٠٠٠
كنتُ آخر المغادرين اليوم من باب المقبرة٠
لم يبقَ لي أحد، المسافةُ اليك كانت أقربَ،
انتظرتك لعلّك تاتينج سعمتُ صوتك
اعتذر بابا ،
مضتْ سنةٌ
لم أطبع لك ج
من شعرك
الذي أحبّ
شيئا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى