رياضة

الإبداع والنجاح قرار وليس انتظار دعم

د. عادل جبار الربيعي/ أكاديمي من العراق

بعد انتهاء مراسيم الأولمبياد في باريس وظهور النتائج النهائية انبرت الأقلام والتعليقات الكثيرة للناس تكب اللوم على قلة الدعم الحكومي للرياضة وعدم متابعتها وهذا مما يجعل الوفد العراقي يعود بخفي حنين ولكن هل تتحمل الجهات المعنية المسؤولية كاملة ام هناك شيء آخر.
هناك مثال بسيط وهو اللاعب الباكستاني الذي حصد الذهب نتيجة رمية صائبة للرمح. ترى هل تبنته الباكستان الغارقة بالفقر حتى الثمالة وقد ظهر الجواب واضحا بأن الناس في قريته كانوا يجمعون له التبرعات لدعمه في التدريب وهذا يدلل على انه اكتشف موهبته وطالب بتطويرها وأصر على واضطر لطلب التبرع من المدينة والأصدقاء لإتمام مشروعه والذي نجح به أخيرا.

وهكذا هي الأمور كيف تسير نتيجة بذل الجهد والمثابرة والإصرار هو مفتاح النجاح دائما. وإن انتظار الدعم والتعكز على الآخرين دون بذل الجهود لن يصنع المبدع. ولدينا تجربة أخرى رياضية أيضا وهو اللاعب المبدع علي جاسم الذي جاء من حي شعبي لكنه ثابر واجتهد ومستواه هو الذي عبر عنه وأصبح الآن أحد أفراد نادٍ إيطالي عريق وأعتقد بأنه لم يدعمه أحد بصورة مباشرة وواضحة وأحيانا تلتقي الموهبة والإبداع فيكون الناتج هو النجاح الكبير وهذا الأمر ينعكس أيضا على جميع ميادين الحياة فأغلب المبدعين الذين يشار لهم بالبنان نالوا المعالي بمجهودات شخصية فتحت الآفاق أمامهم واستطاعو أن يحققوا مايحلمون به، بل على العكس معظمهم تعرضوا للخذلان والإحباط لكنهم واصلوا المسيرة ولدينا مثال حي هو ماتعرض له الصيني جاك ما والذي كان عاطلا عن العمل ولم تقم الحكومة بتعيينه فاضطر إلى أن يدشن موقعا إلكترونيا لتوريد البضائع لأصحاب الشركات في العام ١٩٩٩ وقد أسماه (علي بابا) وتدريجيا أصبح الموقع الأول عالميا للتسويق وأسماه تاوباو وهذا يدلل على عقله المبدع وإصراره على النجاح دون دعم أحد وهذه رن بان لينج تستغل استعداد الصين لتنظيم دورة الألعاب الشتوية للعام ٢٠٢٢ وأسست شركة أسمتها الثلوج البيضاء وقد حصدت الملايين بعد أن شجعت هوكي الجليد في المدارس والجامعات وكانت دعاية كبيرة للشركة وأصبحت الرقم الأول الذي يشار له بالبنان.
وأمثلة كثيرة لعلماء كبار خذلتهم حتى مقاعد الدراسة وأغنوا البشرية بالكثير من الاختراعات ولم نسمع عن دعم لهم من أية جهة بل على العكس هم تحولوا الى داعمين.

ولاشك بأن دوافع الإبداع لدى المبدع أكثر من أقرانه، ومن هذه الصفات، الثقة بالنفس، والاجتهاد والانهماك الزائد والمفرط بالعمل، وحب العمل والانتماء له، والحرص على التعلم والانفتاح على الخبرات الجديدة، والقدرة على التنظيم والتفكير الدائم بالتجديد وعبور النمطية واتخاذ القرار بالوقت المناسب وقوة وصلابة وصبر أملا بالوصول للهدف وجميع تلك الصفات لايحققها دعم مهما كان فقد يكوم عاملا مساعدا ليس إلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى