شعر: محمد بلمو
بني عمار- الرباط في 19-31 يوليوز 2024
على صخْرةٍ سوداءَ
كسَّرَ سَيْفَهُ
صلاحُ الدينِ
رَمى الغِمْدَ في جَوفِ الصَّحْراء
لِأنَّ قَوافِلَ الموتى
طابورٌ
بلا نِهايَةٍ
ولا شيْءَ في يَدِ يَعْرُبِ
غيْر الهَباءْ
نَعى الشَّهامَةَ
عنْترةُ
والزَّعامَةَ
على عَجلٍ
مَزَّقَ المُتنبِّي
قَصيدَتَهُ الأخيرَة
أَقْسَمَ ألاَّ يكتبَ
حرْفاً
جُزافًا
اخْتلى حَزينًا
قُرْبَ قَبْرِ الحكيمِ
حَبَشْ
والسِّياسِيُ العَنْجَهِيُ
طَفَشْ
شطَّبَ الصَّعالِيكُ أسْماءَهُم
مِن دَفاتِرِ ميلادِ
خَيْرِ أُمَّةٍ
بَحثوا عنْ أحْفادِهِم
في لوائحِ القتْلىَ
لَعلَّ نورهم يَتجلىَّ
لمْ يعثُروا على غيرِ نَعْشي
بهاتفِه الأسْود تَسلىَّ
أَحرقَ نِزارُ جَوازَ سَفَرِهِ
وأشْعارِهِ
رَمى دَرويشُ أوهامَ النَّهْرِ
في البَحْرِ
انْتَفضَ الخَطَّابي فيِ قَبرِهِ
تَحسَّسَ بُنْدُقِيَتَهُ فَلمْ يَجِدها
مَنْ باع السِّلاحَ في عِزِّ الحرْبِ
لِلصَّدأْ؟
منْ تَغوَّلَ على الحدودِ
ثم انْطَفأْ؟
مَنْ تَركَ الرُّضَّعَ والنِّساءَ
لِمحرَقاتٍ بِلا عَددْ؟
كَما لوْ لم يَراها أَحَدْ
وأنا لا رُوحَ لي
ولا جَسدْ
مُنْهَكٌ
أَجُرُّ جِبالَ اللُّحُودِ
كأَنَّ ليْسَ لي عَلى هذِهِ الأرْضِ
وُجودْ
أسْألُ نفسي هَلْ تَعودُ
هل تَتفتَّتُ القُيودْ
خَبَّأْتُ النَّخْوةَ بَيْنَ الكُتُبِ القَدِيمَةِ
لأنها لَمْ تَعُدْ لي
طَردتْني مِنْ طَراوَتِها
وَلَمْ تَعُدْ لي
دَفَنْتُ قَلَمي في قَبْري
شَربْتُ المِدادَ
كأنِّي الرَّمادْ
كَأني الرَّمادُ الأسْوَدُ
لِأَهْواءِ الرِّيحِ
كأني بُخارٌ أَعْزَلٌ لِشَراهَةِ الرَّمْداءْ
أَدْفَنُ رَأسي في الماءْ
كأنِّي جُثَّةٌ
فَقَطْ
تَمْشِي
بِلا بَوْصَلةٍ
في أَرْضٍ
خَلاءْ
كَمْ مَرَّةً صَفعني القَلمُ
كُلَّما شَرِدْتُ
ماذا بِيَدي غَيْرَ البُكاءْ
أَغْزلُ مِن خُيوطِ دُموعي
أَكْفاناً
لِلَّذينَ ضَاعُوا
وَخِيَمًا مَثقُوبةً
لِمنْ جَاعُوا
لَنْ يَتحوَّلَ شِعْري رَصاصًا
في صُدورِ الغُزاةْ
لَنْ يَطْهو لِأيْتامِ غزَّة حتَّى الفُتاتْ
وحَيثُما أدخّنُ سجائِرَ
العمِّ سامْ
وأغرقُ في سرابِ الكَلامْ
أقْصفُ القتَلةَ
بِصواريخِ
الشِّعاراتْ
والشِّعُرُ ماتَ
وماتَ
وَماتْ