أدب

الأرصفة أسِرّة للملائكة الصغار

بديع صقور | سوريا

حفيف صوت «غاندي»(*)

يتدلى من أغصان السماء:

  • أيها المحتلون، لن تعودوا إلى أرضي ثانية..
  • أيها الثقلاء، شعبي لا يطيقكم..

أرضي ترفض أقدامكم الثقيلة، والملوثة بالدم.

*****

فوق الرؤوس المحتشدة

في المعابد والساحات..

تمتدُّ يد «بوذا»(**)فوقها

بيضاءكالثلج..

وبصوتٍ ناعمٍ كريشة بلبل:

– أعطوا هذا الطفل الذي يغفوعلى الرصيفرغيفاً ،وشربة ماء.

*****

الأطفال ينامون فوق الأرصفة

الأرصفة أسرَّةٌ للملائكة الصغار

«دلهي» تستنفر عصافير الصباح

قردٌ يتبختر فوق مرج

دار الحكومة..

المحتشدون على المعابر..

دراجات هوائية..

عربات بثلاث عجلات..

عرباتٌخشبيةٌ، وحفاةٌ، يتدافعون للوصول إلى الأرصفة الأخرى..

موسيقا العشاق تصدح

في قصور « المهراجات »..

ولا رغيف لهذا الطفل،

أو حذاء أو ابتسامة .

***  ***

تحت سماء الله الفسيحة

تحت أشجار دلهي العالية

ترقد عظام الغابرين،

من غزاة وبسطاء..

تنتظر أن تلتقي ذات قيامة..

قد يجمعنا الله في سرداب طويل مضاء بالنجوم!

بتغريدات ملائكة ظرفاء…

ليكفكفوا دموعنا بالصبر..

نحن الفقراء..

قد نلتقي هناك،

تحت قباب الله العالية!

وهنا ..

نحن.. تحت سقف

جامعة «ساهيتا»يجمعنا الشعر…

في قاعة «إدوارد سعيد»..

هنا.. تحت سقف جامعة «ساهيتا» قرأنا قصائد عن الحبِّ

والسلام،والحرية..

هنا.. تحت سقف ” ساهيتا ”

على مرمى قصيدة،

سقطت وردة بيضاء.

*****

ينحنونبتواضع،

ويبتسمون بحب..

يمرون كالفراشات..

كما أزهار مغبرة

على مرايا أرواحهم

ترتسم جهاتٌ كثيرة

جهاتٌ للحب..

جهاتٌ للرغيف،

وجهات للسكينة ،والهدوء.

*****

بتواضع ينحنون

بحب يبتسمون

ودلهي مشبعة بالخضرة ،

والبخور.

*****

الأشجار تصطف على الأرصفة

تنحني للريح،

وتبتسم للحفاة.

التلامذة يلهثون من التعب،

والشمس توشك أنْ تغيب..

الشمس توشك أن تفيض.

(*) غاندي: السياسي البارز، والزعيم الروحي للهند، خلال حركة استقلال الهند، ولد عام 1883، وتوفي عام 1944.

(**)بوذا: مؤسس ديانة أو فلسفة البوذية، يقال:إِنه ولد سنة 568 ق.م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى