أطباء أمريكيون يشهدون
بقلم: سالم بن محمد بن أحمد العبري
أن يتقدم أطباء أمريكيون يعملون كمتطوعين في غ ـــ زة في حين قعد العرب متفرجين، وظنا منهم أن رفع أكفهم بالدعاء ليلا و نهارا في المساجد أو حتى في بيوتهم يكفي لأداء الواجب، و قد يكون اللازم فرضا، ويكتفون فلا من نفير إلى غزة أو إلى لبنان الآن والذهاب للبنان الآن للإسناد والمساندة أسهل و صولا لأن معبر سوريا يرحب ويسهل و ليس كمعبر رفح أو كرم أبو سالم
و لا نعرف من أين دخل الأطباء الذين يحملون الجنسية الأمريكية، و قد يكون بعضهم أو جلهم من الجنوب هل غضَّت مصر الطرف لأن جوازت سفرهم أمريكية، أم كان بيت العنكبوت أحن عليهم من العرب العاربة
لكن الأطباء الأحرار الأمريكين ليسوا من نسل (بايدن)، وقد يكونوا من أحفاد جورج واشنطن أو مكنمار أو كيندي الذى قتله اللوبي الـ S حين أراد أن يتعرف على لب القضية من زعيم العروبة والعالم الحر جمال عبد الناصر، فاشتد غضبهم وخشوا أن يتقاطر الزعماء يبحثون عن الحقيقة والحق فصوبوا رصاصهم إلى صدره و أقفلوا الباب وأُغلق ملف من قتل(كيندي).
نعم العشرات من الأطباء الأمريكيين انفطر قلبهم لما يرون من مجازر تفقأ العيون وتنفطر لها القلوب فتحملوا شهورا يقعدهم الظن أن الأمم المتحدة القابعة في بلدهم بنيويورك سوف تتحرك بطلب من بيتهم (الأسود)؛ لكن انتظارهم طال والإجرام يتوسع ويحرق الأخضر واليابس ويفجر الإنسان و الحجر، و رأوا بأم أعينهم أن بلد الحرية تزيد الحرب اشتعالا و دمارا فأرسلت للتو قنابل خاصة تزن ٢٠٠٠ طن مخصصة ومصنعة لتفجير وطحن الجبال العالية كجبال أطلس أو الهملايا، لكنها استخدمت لحرق خيام غ ــــــ زة و طحن عظام أطفالها ونسائها
انتظروا لعل أولي الأمر من العرب تهش قلوبهم رعبا وتفيض عيونهم سيلا من الدمع ويذهب منهم النوم ليلا ونهارا.
فلما رأى الأطباء الذين بقيت بقلوبهم الإنسانية التى فُقدت في كل مسؤول عربي علت تلك المسؤولية أو دنت، قالوا: نحن قساوسة المسيح، بل نحن أتباع محمد (صلاة الله عليهما) تناقشوا وقالوا سيوجهون نداءهم وطلبهم إلى جامعة العرب فهي أقرب مكان يمكن أن يرموا خطابا مع الطير أو يجدون مصريا يشاركهم الشعور والمسؤولية فيرمي الخطاب في أروقة الجامعة عندما يحضر موظفوها مع الظهيرة فدوامهم لايحتاج و لايستحق إلا بضع دقائق يوميا للتوقيع في كشوفات الحضور والانصراف نظير الراتب الدولاريّ
صاح أحدهم ذو البشرة السمراء: أتخاطبون أمواتا، هؤلاء أموات و الرواتب التى تصرف لهم هي رواتب تقاعد أموات.
فقالوا سيوجهون خطابهم إلى الأمين العام للأمم المتحدة. فقال أحدهم إنه يتقضاي الملايين نظير تعبيره عن قلقه يوميا إزاء ما يحدث حول العالم. فهل سينزف قلبه دما، وإن فعل فعلة (بطرس غالى)، سوف ترفضه أم الكيان (بريطانيا)؛ فهي وإن هرمت، إلا أنّ سمعها يعود إليها للحظة حين تُذكر الغدة السرطانية التي زرعتها في بلاد العرب.
وبعد المناقشات الطويلة ونقط الدم التي تبدو على أنوفهم وتحت عيونهم لم يجدوا إلا أن يرسلوا تقريرهم ورجاءهم إلى العجوز (بايدن)؛ لعلهم يحييون ضميره الميت!، فلمن يرسلون؟ فماكرون مشغول بمثليتهم والقابع في (١٠ داون ستريت) هندي مهتم بأماكن حرق الأموات
فهل تريدون حرق أموات غزة؟
عندها كتبوا إلى رئيسهم لعلهم يحيون رميم جهوده وعظامه، فقالوا: إن عدد القتلى بلغ مائة ألف قتيل، وقد يبلغ عدد الجرحى و المفقودين ٤٠٠ ألف و قد يصل لأكثر من ذلك؛ أي ما يساوي ربع سكان مخيمات غزة.
فأرسلوا التقرير والرجاء والاستعطاف ولم يعرفوا أوصل أم لم يصل، وإن كان وصل هل قرأه رئيسهم وإن تصفحه مستشاروه، فهل رمشت عين أحدهم؟
أقول لكم يا أيها الأحرار الأطباء يا من أنتم أرحم من العرب ومن بعض المسليمن لاتنظروا شيئا لأن أولئك الضحايا هانوا على قصور العرب و الأختام التى بها.
نقول لكم شكرا لكم و شكرا ثم شكرا؛ لكن دماء هؤلاء وثأرهم سيأخذ به أولئك الفقراء الذين يلبسون الرث ووجهوهم غبرة لا ينظر إليهم إلا حسن نصرالله وإسماعيل هنية وأحمد ياسن ونظر إليهم قاسم سليماني واحتضنهم فردا فردا وقد لملاقاة أولئك القادة، ومن سبقهم من أحرار الأمة لتحيتهم والاستئناس بهم.
وفي الأخير نقول لكل الأحرارا: شكرا شكرا