أدب

مابعد الطوفان!!!

عبد الهادي شلا! كندا

تَوقَّفَتُ الحربُ..
فلنأخُذ نفساً عميقاً
نَحصي شُهدائنا
نُواريهمُ الثَرى..
رُبما نَجِدُ بَعضَ أمـَلٍ
بينَ القـُبور!!!
نَسألُ عن أشيائِنا التي كانت
والأجسادَ التي تناثَرت
على عُشبِ الأرضِ
تُسقيه من دَمِها
ليُزهرَ صَبراً ..
عِنباً .. تِيناً و زَعتَراً ..
***
نُشَمِّر عن سَواعدَنا
نُعيد انتصَابَ الجِدار
نُشعِلُ النيرانَ في مَواقِدَنا
نتأمل آثار أقدامنا التي
حَملتنا جَـنوبـاً
وعَادت بِنا مراتٍ شَمالاً..
نُضمِّد أقدامنا بالأمل ..
و نَرقَعُ خِيامَنا التي
مزقتها الريح مـِراراً.
***
نَحصِي ما تَبَقَى من حُطام
نَشكُرُ البحرَالذي لم يُغادرَنا
والأشجارَ التي احتَرَقَت
قَبل أن تَسقينا عصيرَ بُرتُقالِها
نسألُ الشوارع عن الأزقةِ التي كانت
تُجَلجِلُ فيها ضحكات أطفالنا
تَبعَثُ الفَرَحَ الميِّت
الذي غَابَ عنا و أشقانا..!!
***
توقفت الحرب..!؟
سَكبنا كل دُموعنا
وما شَفَت غـَليلَنا..
هل نَبكي على مَنْ فَارَقـَنا
أم نَبكي فَرحا بِمَن واسَانـا ؟!
الحَربُ ليست انتصاراً ..
هي المَوتُ الأسودُ
طَعمُهُ أحلاهُ..قـِطراناً..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى