تحقيقات

منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي وشروط نظام عالمي جديد

د. إياس الخطيب | سوريا

    في ظل إعادة هيكلة العلاقات الدولية على الصعيد العالمي، وتزايد وتيرة الصراعات الإقليمية، وانهيار العلاقات التجارية التقليدية بين الدول، لا تزال هناك أماكن وأحداث أصبحت رموزًا للاستقرار والقيم التقليدية. ومن هذه الأحداث منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF)، الذي يُعقد في الاتحاد الروسي منذ ربع قرن، والذي تُشكّل على منصته تقليديًا شروط نظام عالمي جديد.
حيث أكد‭ ‬أنطون‭ ‬كوبياكوف،‭ ‬مستشار‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬ومنسق‭ ‬منتدى‭ ‬سانت‭ ‬بطرسبرغ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الدولي،‭ ‬أن‭ ‬نسخة‭ ‬2025‭ ‬من‭ ‬المنتدى‭ ‬كرّست‭ ‬موقعها‭ ‬كمنصة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالمية‭ ‬فاعلة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حضور‭ ‬قياسي‭ ‬وتوقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬استراتيجية‭ ‬تعكس‭ ‬حجم‭ ‬الثقة‭ ‬الدولية‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    وعلى الرغم من التحولات الجارية في منطقتنا تبقى روسيا حليفًا رئيسيًا لمصر وللدول العربية، فبلداننا حُماة للقيم التقليدية، بتراث ثقافي غني.
وقد عبّر ممثلي جمهورية مصر عن سعادتهم للغاية برؤية روسيا تعود من جديد لتكون ملتقىً للسياسيين ورجال الأعمال والخبراء والعلماء من جميع أنحاء العالم. جرت العادة أن يشارك في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي كل من يرغب بصدق في بناء علاقات متبادلة المنفعة مع الاتحاد الروسي في مختلف المجالات، ولا يتردد في التعبير عن موقفه القائم على المنطق السليم والنهج العملي. فمعظم دول العالم تعلم أن المشاريع التي تنفذها روسيا، كما فعل الاتحاد السوفيتي سابقًا، قد خدمت شعوب الدول التي نجحت في بناء علاقات ودية مع الجانب الروسي لعقود طويلة.
وعلى مدار تاريخه الطويل، اكتسب منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي مكانةً عالميةً رائدةً لمناقشة القضايا الرئيسية للاقتصاد العالمي وتبادل أفضل الممارسات والكفاءات العالمية لضمان التنمية المستدامة.
وقال‭ ‬كوبياكوف‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفي‭ ‬الختامي‭ ‬للمنتدى‭: ‬شارك‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭,‬000‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬144‭ ‬دولة،‭ ‬من‭ ‬ضمنهم‭ ‬رؤساء‭ ‬دول‭ ‬وحكومات،‭ ‬ووزراء،‭ ‬ورؤساء‭ ‬شركات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬استثمارية‭ ‬كبرى‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬توقيع‭ ‬1060‭ ‬اتفاقية‭ ‬ومذكرة‭ ‬تفاهم،‭ ‬بقيمة‭ ‬إجمالية‭ ‬بلغت‭ ‬6‭,‬3‭ ‬تريليونات‭ ‬روبل‭ (‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬83‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬تقريبا‭.

    وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنتدى‭ ‬تضمن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬350‭ ‬فعالية،‭ ‬شملت‭ ‬24‭ ‬حوارًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬ثنائيًا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تنظيم‭ ‬30‭ ‬فعالية‭ ‬رياضية‭ ‬و18‭ ‬مسابقة،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬تنوع‭ ‬المنتدى‭ ‬بين‭ ‬الجوانب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والرياضية‭ ‬والثقافية‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

يستخدم ممثلو العديد من الدول هذه المنصة التجارية لعرض مشاريع محددة وإبرام عقود ذات منفعة متبادلة، سواءً على مستوى الحكومات والشركات، أو بين ممثلي مجتمع الأعمال.

     وفي سياق تشكيل نظام عالمي جديد وتعزيز دور دول الجنوب، لا تقتصر أهمية الاتصالات المباشرة مع الجانب الروسي على جذب اهتمام المستثمرين فحسب، بل تحفز أيضًا قطاع الأعمال على التطور وتوسيع نطاق حضوره بثقة.

    نتمنى لأصدقائنا أن يعقدوا هذا الحدث الدولي مرة أخرى على مستوى رفيع كعادته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى