زكاة الفطر المعاصرة

د. يحيى عبد الله | أكاديمي من موريتانيا

نبدأ بتعريفها اللغوي والشرعي:
من معاني الزكاة في اللغة: النماء، والزيادة، والصلاح، وصفوة الشيء، وما أخرجته من مالك لتطهره به.
والفطر: اسم مصدر من قولك: أفطر الصائم إفطار.
في الاصطلاح: صدقة تجب بالفطر من رمضان.
الحكمة من تشريعها:
1. الرفق بالفقراء بإغنائهم عن السؤال في يوم العيد.
2. إدخال السرور عليهم في يوم يسر المسلمون بقدوم العيد عليهم.
3. تطهير من وجبت عليه بعد شهر الصوم من اللغو والرفث .
حكمها:
الوجوب، يرى جمهور الفقهاء إلى أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم . وفي مقابل رأي الكجمهور يرى بعض المالكية أنها سنة لكنه غير مشهور.
يشترط لوجوب أدائها ما يلي:
أولا: الإسلام، لأن أحكام الشريعة التكليفية تخاطب المسلم دون غيره,
ثانيا: الحرية، وأرى أن أقرب معان الحرية أن يملك الإنسان مالا بحرية تتيح له التصرف فيه.
ثالثا: أن يكون قادرا على إخراج زكاة الفطر، ومعنى القدرة ملك نصاب من المال يكفيه ليومه إما إذا كان سيحتاجه في ظل هذا الوضع من جائحة كورونا لا تجب عليه.
عن من يؤدي زكاة الفطري:
1. عن نفسه أولا.
2. وعن كل من تلزمه نفقته.
وقت إخراجها:
وقت وجوب زكاة الفطر طلوع فجر يوم العيد وهذا مذهب الحنفية وهو أحد قولين مصححين للمالكية .
وذهب الشافعية في الأظهر والحنابلة، إلى أن الوجوب هو بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وهو أحد قولين للمالكية.
إخراجها قبل وقتها:
1. ذهب المالكية والحنابلة إلى أنه يجوز تقديمها عن وقتها يومين لقول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: كانوا يعطون صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين.
2. ذهب الشافعية إلى أنه يسن إخراجها قبل صلاة العيد ويكره تأخيرها عن الصلاة .
3. الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أنه يجوز تقديمها عن وقتها سنة أو سنتين كالزكاة.
4. وذهب بعض الحنفية إلى أنه يجوز تقديمها في رمضان فقط، وهو قول مصحح للحنفية.
والراجح الذي أره أنها يجوز تقديمها في الأيام الأخيرة من رمضان حيث يبدأ الاستعداد لها والشعور بها.
مقدار الواجب:
1. اتفق الفقهاء على أن الواجب إخراجه في الفطرة صاع من جميع الأصناف التي يجوز إخراج الفطرة منها.
2. ذهب المالكية، إلى أنه يخرج من غالب قوت البلد كالعدس والأرز، والفول والقمح والشعير والسلت والتمر والأقط والدخن.
3. ذهب الحنفية إلى أنه يجزئ إخراج زكاة الفطر القيمة من النقود وهو الأفضل. . بل هو أولى ليتيسر للفقير أن يشتري أي شيء يريده في يوم العيد؛ لأنه قد لا يكون محتاجا إلى الحبوب بل هو محتاج إلى ملابس، أو لحم أو غير ذلك، فإعطاؤه الحبوب قد لا يلبي حاجته.
مصارف زكاة الفطر:
اختلف الفقهاء فيمن تصرف إليه زكاة الفطر على ثلاثة آراء:
1. ذهب الجمهور إلى جواز قسمتها على الأصناف الثمانية التي تصرف فيها زكاة المال.
2. ذهب المالكية وهي رواية عن أحمد واختارها ابن تيمية إلى تخصيص صرفها بالفقراء والمساكين.
3. ذهب الشافعية إلى وجوب قسمتها على الأصناف الثمانية، أو من وجد منهم.
4. وفي رأيي أن إعطاءها لشخص واحد أو من يقوم مقامها كعائلة مجتمعة أو أشخاص يسكون معا هو الصحيح بدل توزيعها وهي قليلة في الأصل فلا معنى لتوزيعها شرعا.
وبالله التوفيق والهداية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى