وهبتك جهري؛ فخذلتني سرا

د. نجاة صادق الجشعمي| العراق
أيتها الروح،
لا تخطئي… لا تنتهي.
لقد نسيتِ خارطة العشق،
وأنا، يا روحي، استنفرتُ كل حروف التجمل،
ثم انصرفتُ أُتبع أثر ذنبٍ
لم ولن أمضي إليه،
لكنه يدمي مهجتي.
فهل عاتبتِ روحكِ سرًا،
كما أجهزتِ على قتلي جهرًا؟
خطئي أنني أنفقتُ للمُتجلّد عواطفي،
وسرحتُ أطوف بقصص ماضٍ
ران عليه دهرٌ ثقيل.
يا أنت…
يا من أصبحتَ مصطلحًا غريبًا،
يا “حسقل” بضاعتي،
لا فرق عندي الآن،
هناك… أو هنا…
حين تعيش الروح غربتها،
تذكر: لم تكن أنت الأشطر
حين أجهضتَ الحزن،
وارتديتَ الأجدر.
وجدتني أخطأتُ بنفسي أكثر،
تذكر: لم تكن الأشطر
حين اخترتك روايةً وحكاية،
حين لم أعد أُخطّ عهدًا،
وأبرمتُ ميثاقًا من ورق.
تذكر: لم تكن الأشطر
حين قررتَ أن توثق عهدك مع الله،
أنك لن تغدر،
وستبقى أصيلاً،
لن تتغير.
لكن تذكر أيضًا:
لم تكن الأشطر
حين ركلتَ الجوهر،
واستبدلته بثوبٍ أصفر،
لن أغفر.
وعدتني، يا معتصمًا،
أن تُزيّن معصمي بالماس واللؤلؤ،
لكنّك خذلتني…
تذكر بابًا مؤصدًا،
وأساور ذهبٍ تطوف بها
ما بين المطلقة والمنسية.
أنا، يا أنت،
وهبتك مهجتي جهرًا،
وأنت أخفيتني بعذرٍ
ما أقدر عليه…
فأردد إليّ قصائدي،
وضفائري،
وأحمر الشفاه…
لم أعد أنا الأجدر.
تذكر… تذكر…
وهبتك مهجتي جهرًا،
فوقعتَ ميثاق الرحيل سرًا.
أنا اعتزلت الناس والدنيا،
وهجرتُ كلي،
وإليك، يا بعضي،
أتيت دون قيدٍ أو شرط.
إن قلتَ أو لم تقل،
فأنت مضيت…
تذكر…
لن تكن أنت الأشطر.



