مقطع من كرنفال المدينة

نزهة الرملاوي | فلسطين 

اللوحة للفنان شهاب القواسمي

من خلف باب السّلسلة الكبير، لمح تامر قبّة الصّخرة تتوهّج أمام عينيه، توقّف.. شدّته الغادة إليها، بدا كمتصوّف أسكرت روحه فهام بها.

همّ بالدّخول، لكنّ الجنود جاثمون على صدر الأبواب، يتفحّصون بطاقات الزائرين وملامحهم، لا يفسحون الدخول في هذه السّاعة إلاّ للحالمين بعهد قديم مزيّف، قد يتجدّد على أنقاض هيكل مُتخيّل في سفر الوجود.

يشتعل في داخله الغضب، ثمّة تكبيرات تعلو على الأدراج، تنتشر بين الزّوايا والمدارس والأحياء، تُفضي إلى خارج الأسوار، ترتجف قلوب العشّاق خوفا وطمعا، فيلبّون نداء المعشوقة. صرخات الحرائر وتكبيراتهّن تعلو، ينفطر قلب السّماء، والأرض تستقبل أجسادهنّ، وتحثّهنّ على النّهوض.
غصّة حزن تجثم على صدر المدينة، تبدو الأمور مختلفة، لا صلاة دون جيل الأربعين، سيؤدي الصّلاة مع المئات أمام الأبواب المؤصدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى