ما الفرق بين (النبأ) و(الخبر) في القرآن واللغة؟
ماجد الدجاني | فلسطين
النبأ كما يقول أهل اللغة أهم من الخبر وأعظم منه وفيه فائدة مهمة (وجئْتُك منْ سبإٍ بنبإٍ يقينٍ (22) النمل) وفي القرآن النبأ أهم من الخبر (قُلْ هُو نبأ عظيم (67) ص) (عن النبإ الْعظيم (2) النبأ). والنبأ في اللغة هو الظهور وهناك فرق بين الخبر والنبأ العظيم. وفي أخبار الماضين والرسل استعمل القرآن نبأ (ألمْ يأْتكُمْ نبأُ الذين كفرُوا منْ قبْلُ فذاقُوا وبال أمْرهمْ ولهُمْ عذاب أليم (5) التغابن).
وقد يسأل أحدهم جاء في القرآن قوله تعالى (ولنبْلُونكُمْ حتى نعْلم الْمُجاهدين منْكُمْ والصابرين ونبْلُو أخْباركُمْ (31) محمد) فَلِمَ لم يقل نبلوا أنباءكم؟
هذا يدل على عظم النبأ لأنه إذا بلى القليل من الأخبار فقطعا سيبلي الكثير وإذا اختبر القليل فهو بالتأكيد يختبر الكثير. وإذا قال نبلوا أنباءكم تحتمل أن تعني لا يبلوا أخباركم فهل إذا بلى ما هو قليل سيترك ما هو أعظم؟ بالطبع لا فهو سيبلو الأنباء التي هي أعظم.
والصيغة الفعلية للنبأ (أنبأ) أقوى أيضا منها للخبر (أخبر) (قُلْ هلْ نُنبئُكُمْ بالْأخْسرين أعْمالا (103) الكهف).
ملحوظة: في نشرات الأخبار التي تقدمها الإذاعات إن كان الخبر عظيما يجب أن يقال نشرة الأنباء وإن كان خبرا عاديا يقال نشرة الأخبار. والمُراد من هذا كله أن النبأ أعظم من الخبر.
الآية (33) من سورة محمد:
لماذا يرد في القرآن أحيانا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأحيانا أخرى يرد وأطيعوا الله والرسول؟
في القرآن قاعدة عامة وهي أنه إذا لم يتكرر لفظ الطاعة فالسياق يكون لله وحده في آيات السورة ولم يجري ذكر الرسول في السياق أو أي إشارة إليه كما جاء في سورة آل عمران (وأطيعُواْ الله والرسُول لعلكُمْ تُرْحمُون {132}). والأمر الآخر أنه إذا تكرر لفظ الطاعة فيكون قطعيا قد ذُكر فيه الرسول في السياق كما في قوله تعالى (قُلْ أطيعُوا الله وأطيعُوا الرسُول فإن تولوا فإنما عليْه ما حُمل وعليْكُم ما حُملْتُمْ وإن تُطيعُوهُ تهْتدُوا وما على الرسُول إلا الْبلاغُ الْمُبينُ {54} النور) و(يا أيُها الذين آمنُوا أطيعُوا الله وأطيعُوا الرسُول ولا تُبْطلُوا أعْمالكُمْ {33} محمد) وهذا ما جرى عليه القرآن كله كقاعدة عامة.