أمشي بعينين حافيتين

رضى كنزاوي | المغرب

مسامي أوسع من أفواه العرب
ويريدون مني أن أتأقلم مع البرد القارص
البعوضة التي استنجدت بجسدي يابسة
تأويها من أمواج الظمأ العاتية
وهبتني جرعة دماء ادخرتها من جثة جاموس
على نهر المسيسيبي
وضعت شفاهها على ثغري اليابس
ثم أرضعتني سر ما فوق جناحها
أحب الأطفال الصغار وأكره الماء
وكأي رجل أحسد قطط البيت تلك الخيانة
الشرعية المعلنة في واضح النهار مع نسائنا
لكن آه من قطط الشارع
لكم تذكرني بصعلكة الصبى والنهر والجوع الأعمق
من قصيدة رامبو
لا أقرأ إلا ما تؤلفه سطور الغدر على مقل
الصعاليك، كمعادلة تفادي طعنة قاتلة من سكين
وأشرطة الأقمصة
التي تزعجني أحيانا فأضطر إلى قطعها قهرا
ألغي هويتي وذاكرتي وجسدي
وأمشي بعينين حافيتين
على جسد امرأة رفيعة
ولا أتعب
فأسألها خبزا وجنسا ووطنا ليس ككل الأوطان
شرنقة أخرج منها فراشة أو صقرا أو ذبابة للعلن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى